إذا نعق الغراب!

العدد: 9339

25-4-2019

كجدار، بل كصنم، يقف في وجه الريح، المطر، العاصفة، ولا ينحني.
هو المواطن السوري الذي عرف التهجير، وشاهد بأم العين كيف يقتل الإنسان جاره لأنه مسالم، لا يريد الحرب، يريد أن يعيش بسلام.
فقط، الكرامة هدفه ومبتغاه، اليوم .. المواطن نفسه يقف بجانب سيارته الصفراء ساعات طوال وهو صامت كجدار، يعرف أن الأزمة وسنين من حرب وويلات طحنت الأرواح والأجساد ودمرت البنى التحتية، وأغلقت أبواب الحياة من كل حدب وصوب، سبب وراء وقوفه الطويل حتى يملأ خزان مركبته التي تطعمه وأولاده خبزاً ولا يمد يده.
كجدار يقف ليحمي أسرته من برد شتاء، وحر صيف، كجدار يظلل أطفاله ويستر عيوبهم، وكجدار ينتظر رحمة ربانية تقول كفى ظلماً، الإنسان سيد الكون، هو القاضي وهو الجلاد، المستبد والظالم والمظلوم.
بقعة خضراء تسقيها مياه رقراقة، بقعة من سراب يحسبها الظمآن ماء، عائلات تعيش من خير سيارات الأجرة، ومن عائدات عمل التاكسي، هل ندع لهم خطاً خاصاً لملء خزانات وقودها بعيداً عن السيارات الخاصة؟
فمنها نحيي مدينة نام على كتفها غراب البين ونعق، وانتشر اليأس في شوارع هادئة لا تراه العيون لكن تلمسه القلوب.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار