العدد: 9338
24-4-2019
تعد الشبكات الكهربائية جزءاً أساسياً من منظومة نقل وتوزيع واستهلاك الطاقة الكهربائية، حيث تعتمد شركات الكهرباء في أغلب المدن والمناطق على تقنيات وأنظمة لتوليد الطاقة الكهربائية من أجل تلبية الاحتياجات العامة الاقتصادية والخدمية بشكل عام، وبزيادة الطلب على الطاقة في كافة القطاعات تزداد صعوبة هذه المهمة يوماً بعد يوم وهو الأمر الذي يفرض إيجاد سبل جديدة لإنتاج الكهرباء، وهنا تبرز أهمية إدراك الحاجة الفعلية للطاقة الكهربائية لنتمكن من تطوير استراتيجيات جديدة تساعد في تحقيق التوازن للحد من الاستهلاك لتجنب حالات عجز إنتاج الطاقة.
مهام التوتر المتوسط
وأمام ذلك فإنه يقع على عاتق الجهات المعنية في صيانة الشبكات الكهربائية مهام كبيرة حدثنا عنها المهندس طارق عثماني رئيس دائرة التوتر المتوسط في مديرية التشغيل في شركة كهرباء اللاذقية، والذي بيّن أن عمل شبكات الصيانة في اللاذقية يقسم إلى ثلاثة أنواع: شبكات توتر منخفض / أرضية + هوائية/ وشبكات توتر متوسط /20ك.ف أرضية + هوائية/، شبكات توتر /66 ك . ف لتغذية محطات التحويل أرضية+ هوائية/ ويوجد خط توتر عال /230ك . ف/ من محطة بانياس إلى اللاذقية ثم إلى محطات تحويل رئيسية وهي / محطة جبلة- محطة اللاذقية – محطة سقوبين/ والمحطات الرئيسية تغذي المحطات الفرعية المنتشرة على كامل المحافظة بالتوتر /66ك . ف/ وهي: محطة تحويل السن، محطة تحويل عين الشرقية، محطة تحويل القرداحة، محطة تحويل القبو، محطة تحويل الشلفاطية، ومحطة تحويل الحفة، والجامعة، محطة تحويل المرفأ، محطة تحويل الدعتور، ومحطة تحويل الكورنيش، ومحطة تحويل برج إسلام، محطة تحويل البسيط، والمدينة الرياضية.
وهذه المحطات الفرعية تغذي المحافظة بخطوط توتر متوسط /20ك.ف/ هوائي وأرضي عن طريق مراكز تحويل تحتوي على محولات /20/0،4 ك.ف/ باستطاعات مختلفة حسب مركز الحمولة، محولات 200 ك . 0.4ك . ف آ / 1000.630.400ك . ف .آ/ والتي يتفرع منها مخارج توتر منخفض تغذي الأحياء السكنية.
أعمال الصيانة والإصلاح
وبيّن عثماني بأنه ونتيجة للظروف الحالية التي يمر بها القطر والعقوبات الاقتصادية فإن عملية تحقيق التوازن بين الإنتاج والطلب أثرت في تحديد كمية الطاقة التي يتوجب على الشبكات إنتاجها لسد حاجة المستهلك، فبالرغم من إمكانية التواصل والتحكم التي توفرها الشبكات الكهربائية من طاقة كهربائية للمستهلكين تبقى عملية التوازن بين الإنتاج والاستهلاك أمراً في غاية الصعوبة حيث تزداد صعوبة مواجهة الطلب على الكهرباء في مختلف القطاعات ما أدى إلى عدم انتظام الطاقة وفجوات في وقت الإنتاج من ناحية ووقت الاستهلاك من ناحية أخرى.
ولمعرفة ماهي أعمال الصيانة والإصلاح لخطوط ومحطات شبكات نقل الكهرباء حدثنا المهندس عثماني: لكل مستوى من التوتر توجد ورشات صيانة خاصة به،
فهناك ورشات صيانة المنخفض/ مركز صيانة شمالي للقسم الشمالي من المدينة ومركز الصيانة الجنوبي للقسم الجنوبي من المدينة إضافة لمراكز صيانة واستثمار في البصة والبهلولية وبرج إسلام وعين البيضا.
ورشات صيانة التوتر المتوسط: ورشة تحديد الأعطال وصيانة الشبكة الأرضية للكابلات، وورشة صيانة الشبكة الهوائية.
وبيّن م. عثماني بأن التوتر المنخفض والتوتر المتوسط يتبع لشركة كهرباء اللاذقية، أما التوتر 66 ك . ف و230 ك . ف فيتبع لمؤسسة نقل الطاقة، لافتاً إلى وجود نوعين من الصيانة:
* الصيانة الدورية: وتقوم الورشات فيها بأعمال الصيانة الوقائية على الشبكات مثل (قص شجر، استبدال ردات، استبدال أمراس على التوتر المنخفض والمتوسط، شد تدلي).
* و الصيانة الطارئة: وهي الورشات التي تقوم بإصلاح الأعطال وتلبيتها بالسرعة الكلية على التوتر المنخفض والمتوسط.
وأضاف م . عثماني: توجد ورشة خاصة تقوم بصيانة مراكز التحويل والمحولات، صيانة دورية طارئة، وأيضاً ورشة لصيانة خلايا الـ/20ك . ف/ في محطات التحويل، كما توجد صيانة دورية لمرتين سنوياً وصيانات طارئة عند حدوث أي عطل طارئ، كما وتوجد ورشة لتحديد أعطال الكابلات الفرز المتوسط تحت الأرض تقوم باختبار الكابلات وجاهزيتها وتحديد مسافة العطل للكابل وحفر مكان العطل وإصلاحه وذلك بتجهيزات خاصة ومتطورة.
بناء محطات تحويل جديدة في مراكز الحمل
وحيث أن عمليات الصيانة تتم لخطوط النقل الكهربائية بمد الخطوط بحسب الحاجة أو التوسعات المحتملة في شبكات أو منظومات النقل فإن هناك صيانات أخرى تتطلب استبدال الأبراج أو الأعمدة التالفة منعاً لانهيار خط النقل أو استبدال الأسلاك التي تتعرض للسرقة أو القطع بفعل تأثير الرياح أو مؤثرات خارجية ضماناً لاستمرارية التغذية.
وهنا يؤكد م.عثمان أنه وعند ازدياد الحمولة نتيجة لبناء ضاحية أو ازدياد عدد السكان فإن الشركة تقوم بواسطة مديرية الدراسات والتنفيذ وباقتراح من مديرية التشغيل دائرة المتوسط بدراسة وتنفيذ مخارج / 20ك.ف/ جديدة من محطات التحويل وعندما تصل حمولة المحطات للذروة يتم اقتراح بناء محطات تحويل جديدة في مراكز الحمل، وعند ازدياد الحمولة على مراكز التحويل تقوم مديرية الدراسات والتنفيذ بناءً على اقتراح من مديرية التشغيل دائرة المنخفض بتنفيذ مراكز تحويل جديدة في المنطقة التي تعاني من ضعف التوتر في الريف أو ازدياد حمولة في المدينة وذلك إما بإضافة محولة جديدة أو برفع استطاعة المحولة القديمة وذلك ضمن خطة سنوية.
صعوبات تعترض العمل
أما عن الصعوبات التي تعترض عمل الصيانة فبيّن المهندس عثماني بأنها عديدة وأهمها:
* صعوبة تأمين مراكز تحويل جديدة ضمن المدن، وصعوبة تأمين مواقع لمحطات التحويل، ومسارات للخطوط الهوائية الجديدة في الريف بسبب اعتراضات المواطنين.
* نقص في الآليات وقدمها وخاصة سيارات الروافع، وخروج كثير من الخبرات للتقاعد وعدم تعويضها في الفترة الماضية، والنقص في عدد العمال والمواد، والسرقات في مراكز التحويل والشبكات نتيجة كسر الأقفال أو سرقة الشبكة، وقد تمت إلى جانب الاستجرارات غير المشروعة.
إعادة تأهيل الخطوط
وأشار م. عثماني أن الشركة ستقوم بإعادة تأهيل خطوط التوتر المتوسط ومدّ خطوط جديدة في المناطق التي دمرها الإرهابيون وتجهيز مراكز تحويل جديدة ومد مخارج منخفض جديدة وبناء محطات تحويل ومراكز توزيع 20 ك.ف جديدة، حيث قام قسم الدراسات بإعداد الدراسة اللازمة للمناطق المحررة وإحالتها إلى جهات التنفيذ لإجراء اللازم حولها.
كما حدثنا المهندس نديم برو رئيس دائرة التوتر المنخفض في مديرية التشغيل في شركة الكهرباء قائلاً: تتألف دائرة التوتر المنخفض من مركز الصيانة الجنوبي والشمالي ومركز عين البيضا ومركز البهلولية وجناتا ومركز الصليب ومهمة هذه المراكز إيصال أو إصلاح الشبكة الكهربائية لتأمين التغذية حتى عداد المواطن ويتبع للمركز الجنوبي /مركز البصة/ والشمالي / مركز سقوبين/.
وفي كل مركز توجد مجموعة من الهواتف مخصصة لها يتم عن طريقها تلقي الشكاوي وإرسال الورشات لإصلاح الأعطال، وتتبع لهذه الدائرة ورشة خاصة تسمى / ورشة الصيانة الدورية/ مهمتها القيام بكافة أعمال أو استبدال الشبكات القديمة أو إجراء الصيانات المختلفة لكافة الشبكات التي تتبع لتلك المراكز / ورشة عامة/.
معالجة الحمولات
وأشار م. برو إلى أن معالجة الحمولات يتم إما من خلال وضع مركز جديد في المنطقة التي تعاني من هذه الحمولات أو استبدال المحولة الموجودة بمحولة أكبر، أما الحمولات على الشبكة فتعالج بإضافة مخارج جديدة للمركز أو استبدال الشبكة القائمة بشبكة جديدة، في حين تتم معالجة الضعف عبر وضع مركز تحويل هوائي جديد أو أرضي ضمن خطة الشركة في المناطق التي تعاني من ضعف التوتر وتتم أحياناً معالجته عن طريق وضع مخارج جديدة أو استبدال الشبكة القديمة بشبكة جديدة ذات مقطع أكبر.
وفي الختام وأمام الواقع العام للكهرباء والشبكات فإن توفير الطاقة يمكن أن يكون من خلال الالتزامات التي يجب أن يقوم بها المواطن والتي تتعلق بالأنشطة اليومية التي يقوم بها كإطفاء الأضواء الضرورية وتخفيض استهلاك الكهرباء لا سيما أن زيادة استخدام الآلات الكهربائية في عصرنا الحالي أدت إلى زيادة الاستهلاك في جميع الصناعات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة والمنزلية وهو ما أدى الى الحاجة لإجراء صيانات كثيرة للشبكات الكهربائية وذلك بسبب زيادة الحمولات عليها.
بثينة منى