الوحدة: ٢١-١-٢٠٢٣
بات الخوض بأسباب رفعَ الأسعار، مضيعة للوقت، فالجواب ممهور بالحجة التي تُشعرك بالخوف من الفقد والحرمان، كما حصل مؤخراً مع رفع أسعار الأدوية، بنسبة وصلت إلى نحو ١٠٠ %، وذلك استناداً لمطالبات عديدة من قِبل أصحاب معامل الأدوية، مع تلويحهم بفقدان الكثير من الأصناف في حال عدم رفع التسعيرة.
هذا القرار، الذي شمل 12826 صنفاً دوائياً، لم تكن دواعيه الموجعة في حسبان أصحاب الأمراض والآلام، فالخطوة لم تكن الأولى من نوعها، بل سبقتها خطواتٌ و قفزاتٌ، أطاحت بالقدرة الشرائية للمريض و ذويه…
يُقال إن سعر صرف الليرة، وارتفاع أسعار حوامل الطاقة، هي الأسباب الرئيسية لرفع الأسعار، وقد تكون هذه الأسباب واقعية، ولكننا نسأل:
ترى أي راتب لمريضٍ، او لمريضٍ متقاعد، يمكن لهما الصمود أمام التوحشٍ المهُول للأسعار؟ فالوثباتٍ العالية ليست في بند الدواء وحسب، بل في كل شيء، وكأننا عدمنا الحلولٍ الوسط، وأغفلنا الواجب في تخفيف هذا العبء الصعب،مع الإشارة “المؤلمة” إلى أن مريض الضغط، أوالكلى، أوالسكري، أوالقلب، أومختلف أنواع الالتهابات، ومعها الأمراض المزمنة وغير المزمنة، يمكنهم أن يحرموا أنفسهم من شتى أنواع الطعام، لكنهم، حكماً، لايستغنون عن دواء تتوقف عليه حياتهم..
يبدو أن المعادلة انقلبت، و تحوّل (الدواء) إلى (داء)، يذهب بالمرضى وأمراضهم نحو ليلٍ طويل، يقض مضاجعهم، ويؤجج آلامهم.
رنا رئيف عمران