العدد: 9338
24-4-2019
عندما تهبّ رياح الموت وتبقى حياً، تلاطمك أمواج القهر وتقهرها، فاعلم أنك في سوريّة، وعندما تتبرعم القنبلة زهرة، وتلوّن أحزانك بالفرح فاعلم أنك في سوريّة.
ولأن المستحيل ليس سورياً فسنبقى نردّد: عمار يا سورية عمار.
أصعب ما في هذا الملف الذي نحن بصدده هو تناوله بالحديث الواقع الكهربائي.. سنصمت قليلاً قبل أن نتابع، فثمة تمتمات تكاد تخرج من فم قارئ هذه السطور، مواطننا أعلم ببواطن الأمور وظواهرها، وواقع الكهرباء لدينا أشبه بالسهل الممتنع، العصي عن الفهم والمقنع في آن واحد، متناقضاته تجتمع، وتتفرّق في عدالة التقنين، وشعور بغبن التمييز بالقطع بين حي وآخر، لكنها تأتلف جميعها لتلتئم جروحها عند حقيقة واحدة: إن كان هذا ما كان فإن ما سيكون أفضل مما كان، حقيقة تقول: (من صنع الانتصار سيكمل مسيرة الإعمار) يرمي القائمون على شركة كهرباء اللاذقية أوراقهم دفعة واحدة عندما نسألهم عن تلك المصطلحات الجديدة التي أخذت تغزو الشارع على حين غرّة (تقنين ترددي، تقنين قسري) هما خروج عن مفردات التقنين النظامي وساعات التغذية والقطع المعهودة، كيفما كانت أشكالها (2×4)، (3×3)،(4×2) ولا نختلف على الأرباع وكسور الساعة التي لا تفسد كرنفالات الفرح الكهربائي من تهاليل وتبريكات مجيء الكهرباء.
أربع محطات تحويل ومحطة توليد، اليوم تحوّل الواقع الكهربائي من مغامرة إلى مقامرة عند عدم تنفيذها، وفيها فك شفرة التقنينات الهجينات المتسللات بين ساعات الوصل والفصل.
رفع استطاعة محولات، واستبدال كوابل وتحويل شبكات من هوائية إلى أرضية، تحديات حالية ومستقبلية ومشاريع بملايين ملايين الليرات لم تبخل الدولة يوماً بتمويلها لمشاريع تبقى بعهدة إدارات كهرباء اللاذقية المتعاقبة الإشراف على حسن تنفيذها.
والخطة الحالية سنوية الغاية، في شهرها الرابع لم تلزّم بعد مشاريع فيها، لا إعلان مناقصة ولا عقود بالتراضي كانت هذه الأخيرة قد أوقفت الشركة عن التعامل بها، في حين أنّ حديثاً في العلن يدور عمّا كان يجري تحت الطاولة عن (تجاوزات) تحوّم حولها أسئلة غير بريئة، من الشفافية وضعنا بصورتها، بعد تجلّي حقيقتها، وهذه أولى الخطوات على طريق إعادة الإعمار.
الشريك الكهربائي (المواطن) في دفع الفواتير فقط يتساءل هو الآخر عن قيم راحت تحلّق بلا جناحين إلى مستوى الشبهات ما بين تغريدة وبوست، بالشراكة على ما يبدو هنا تضامنية مع الشركة والخسارة على طرف واحد لحساب طرفين أحدهما مدلل، وتعديل الاستهلاك وصفة علاجية جاهزة اخترعت لترميم فواقد كهربائية، لها مدخلات ومخرجات، وحدهم أصحاب الشأن يعلمون بسراديبها التي لا تسير بعيداً عن تعديات على الشبكة وحمولات تنهكها وضابطة عدلية تتراخى هنا وتشتدّ هناك، وأعمدة ألفنا شكلها مصلوباً على جسدها عشرات الأسلاك في منظر وقع في شرك عدسات الهواة من المصورين.
رئيس دائرة التوتر م. طارق عثماني قال: إن تحسين الواقع الكهربائي مرتهن بتنفيذ محطات تحويل في مواقع أربعة في اللاذقية تمّ رفع مقترحات ببعضها مثل الملعب البلدي وقرب نادي تشرين والمشروع الثامن ووضع دراسات لمحطة الدعتور /2300/ ما من شأنه تقليل الفاقد الكهربائي وزيادة موثوقية الشبكة والحد من التقنين القسري الناجم عن زيادة الأحمال على المحطات القائمة ومن ثم فصلها، وهو أمر مختلف كلياً من حيث المبدأ عن ما يسمى بالتقنين الترددي الذي يعود إلى نقص التوليد الكهربائي على مستوى القطر كاملاً.
في حين أن زيادة الحمولات على المحولات يتطلب رفع استطاعتها ضمن الأحياء التي تعاني ضعفاً، وفي خطة الشركة لهذا العام بناء /20/ مركز تجهيز 63 قياس (1×630) و 27 قياس (1×200) ومشاريع استبدال 29 كم كابلات أرضية 16 كم هوائية من خطوط التوتر المتوسط واستبدال 11 كم كابلاً أرضياً و46 هوائية من خطوط التوتر المنخفض.
هذا إضافة إلى مشاريع استبدال 16 محولة ضمن بناء قيد التجهيز و 27 هوائية،
ومشاريع معالجة ضعف توتر مدورة ومعلن عنها في خطة 2018 تضمنت /6/ مراكز تحويل هوائية واستبدال 5،7 كم خطوط توتر متوسط و 6،1 خط توتر منخفض كما شملت مشاريع تحسين الاستثمار عن 2019 معالجة ضعف توتر في 27 موقعاً وحياً وقرية.
المستودع المركزي ممول البنى التحتية
بكل تحديات العمل وما تعنيه المقاطعة الاقتصادية في عز الأزمة بقي المستودع المركزي في اللاذقية شاهداً على عقود التوريد الخارجية التي رممت البنية التحتية لقطاع الكهرباء في سورية على مدار السنوات الماضية لم ينقطع فيه. الاستيراد من محولات إلى كابلات ومراكز تحويل وعدادات الكترونية و.. المخزنة في هنغارات وساحات المستودع الذي يتبع مباشرة للمؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء في دمشق ويعتبر موزعاً رئيساً لمواد ومستلزمات العمل في شركات الكهرباء الـ 14 من القطر لتنفيذ خططها ورفد المنظومة الكهربائية لاحتياجاتها دعماً للبنى التحتية، حسبما ذكر مدير المستودع المهندس وفيق أبو عيسى والذي قال: إنه المستودع الوحيد على مستوى القطر باستثناء مستودع فرعي في دمشق، ويقوم بتمويل شركات الكهرباء بالمواد وفق موافقات الإدارة العامة من المحولات والكابلات ومراكز التحويل والعدادات الموردة وفق عقود نظامية أو منح وإعانات من الدول الصديقة رغم العقوبات التي تقيد حركة الاستيراد نتيجة المقاطعة الاقتصادية إلا أن المؤسسة استطاعت أن تقوم بدورها المنوط بها على أكمل وجه وتتحمل مسؤولياتها كاملة في توفير مستلزمات البنية التحتية التي طالما غصت بها الساحات وهنغارات المستودع، وقلما حدث انقطاع في تأمين مادة ما إلا لفترة قصيرة أمّنت بعدها مباشرة، وحالياً يوجد في المستودع 500 مركز تحويل مسبقة الصنع بموثوقية عالية، سهلة التركيب، في الأماكن التي يصعب تركيب مراكز بيتونية وهناك العقد صيني الذي ورد 156 ألف متصهرة توتر منخفض إضافة إلى كابلات بمقاطع مختلفة ومحولات باستطاعات مختلفة وثلاث مجموعات توليد وردت حديثاً باستطاعة 130 ك.ف من جمهورية بلاروسية جاهزة للوضع في الخدمة مباشرة حال انقطاع التغذية الكهربائية الرئيسة.
خديجة معلا