على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «1».. الإنســان ســيعيد بناء نفسه ليتمكن من إعــــــــادة إعـــمار ما دمــــّرته الـــحرب

العدد: 9337

23-4-2019

 

نعتقد أن ثمّة فروق كبيرة بين البناء الجديد وبين إعادة الإعمار، ولذلك تختلف مخلات كلّ من المشروعين وإن تقاطعت ببعض النقاط والأمور، ولذلك سنحاول قدر الإمكان التفريق بينهما وعدم الخلط حتى لا تتشتت الأفكار..
ولأننا سندخل من بوابة الإنسان، فالفرق أيضاً موجود بين بنائه وإعادة بنائه، وحتى في هذه الجزئية سنوجد الفارق أيضاً، فبناء الإنسان هو تنشئة من هو بمرحلة التنشئة، والمسألة واضحة بالنسبة للأهل والمدرسة وكلّ الحلقات التربوية، ولن ندخل في هذه التفاصيل، أما إعادة الإعمار فتشير لفظاً إلى أن هناك شخص دمّرته الحرب وظروف مرافقة له، وهو من تستهدفه عملية إعادة الإعمار، وبالتالي علينا أن نبحث في الأسباب النظرية التي دمرته وفي الوسائل الموضوعية التي انجزت الخراب فيه، وتشخيصها وثم طرح الحلول المفيدة.
هل يقبل الإنسان السوري أن يقول إن الحرب دمّرته وبات بحاجة لإعادة بناء، أم نخفّفها ونقول إنها غيّرت ببعض تفاصيله وبات بحاجة لترميم، أم نقف فقط عند صمود القسم الأكبر منه ونتغنى بهذا الصمود بشكل عاطفي؟
في العقد الأخير الذي سبق هذه الحب الكونية على بلدنا الحبيب سورية عشنا الرغد بشكل كبير، وبدأت مظاهر الرفاهية تدخل تفاصيل حياتنا مع تحسينات طفيفة على الدخل، وانتشار كبير لوسائل الراحة، وتسهيلات مصرفية..
هذه التفاصيل (بناء) مختلف ومتميز، تهدّم بهذه الحرب، وهذا ما يجب العمل عليه، أو هذا ما يندرج تحت بند إعادة الإعمار..
العودة إلى ما كنّا عليه قبل 2011 هو العنوان الأبرز، وتعويض ما عطّلته هذه السنوات الثمانية هو الأهمّ، فكيف سيكون ذلك، وما هي الأدوات المتوفرة بين أيدينا، وماذا عن الرغبات الحقيقية، وهل الطريق واضحة، وهل هناك ترتيب للأولويات أم أنّ العملية سلّة واحدة متكاملة؟
ستختلف الإجابات بكلّ تأكيد، وكلّ شخص عادياً كان أم مختصاً سيرى الأمور من حيث يقف ومنن حيث يمتلك من قيم ومعرفة وثقافة، ولكن بالتأكيد لن تكون هناك طروحات سلبية تحت العناوين الإيجابية، وكما نكرر دائماً فأي قطعة صغيرة ولو كانت (برغياً) لها دور ووظيفة في المكان الموجودة فيه ولو كان قمراً اصطناعياً.
ثمة جزئية مهمة جداً وهي أنّ الإنسان الذي سيقود عملية إعادة الإعمار (الخدمية والإنتاجية والاقتصادية والثقافية والتقنية والسياحية والاجتماعية و.. إلخ) ويكون هنا أداة ووسيلة ومحركاً، هو نفسه سيكون في بداية الطريق إضافة لما تقدّم (أداة ووسيلة ومحرك) سيكون عنواناً وهدفاً وموضع إصلاح وهنا تكمن الصعوبة، وهي الخطوة الأهمّ لذلك سننطلق منها ونقلّبها مع الناس ومع المختصين علّنا فقط نشعل عود ثقاب في هذا الدرب الطويل والصعب.
الأمور التي يطرحها السادة المواطنون من خلال التقارير التي أعددناها ستكون عناوين عمل لنا في الأعداد القادمة وهذا هو القصد من سؤالنا: من أين نبدأ، وعندما قالوا من المدرسة أو منن القضاء والقوانين فهذا يعني أنّ هذه العناوين أدرجت ضمن خطة عملنا القادمة إضافة للإضاءة على المشارع الخدمية والتنموية التي تقوم بها الحكومة على ذات الطرق، وقراءة لمقومات هذه العملية من طاقة واعتمادات مالية وأفكار وغير ذلك..

غـانـم مــحــمــد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار