الوحدة 8-12-2022
مع دخول الشتاء الذي بدأ يسدل بهمومه على المواطن قبل اشتداد برده وقساوة لياليه ، يشعر المواطن هذه الأيام بالعجز التام عن تأمين مواد ومستلزمات التدفئة لدرء البرد عن أسرته وأطفاله. فقد لحقت الارتفاعات المتلاحقة والجنونية التي طالت كافة مناحي حياتنا المعيشية ومتطلباتنا اليومية لتطال أيضاً مواد التدفئة بكافة أشكالها بدءاً من مادة المازوت وكذلك البدائل التي يلجأ إليها المواطن سواء الحطب أو الغاز و حتى الكهرباء لم تعد ملجأ للمواطن لدرء برد الشتاء، فحتى البدائل والحلول التي كان يعتمدها سابقاً باتت لمن استطاع إليها سبيلاً ، فقد تجاوز سعر طن الحطب هذا العام ٦٠٠ألف ليرة ، كما أن المواطن يحتاج لراتب عام كامل ليستطيع تأمين ما يكفيه من مادة المازوت خاصة لساكني المدينة الذين لايوجد أمامهم بدائل أخرى يستعينون بها في ظل عدم توفر الكهرباء والغاز، كما أن تخصيص ٥٠ ليتراً من مازوت التدفئة بالكاد تكفي لأيام معدودة خاصة في قرى ريف الحفة التي تعد من المناطق الباردة، علماً أن هناك الكثير من الأسر لم يحالفها الحظ بالحصول عليها وسيكون مصيرها الانتظار طويلاً لتظفر بها خاصة في ظل أزمة المحروقات التي نعيشها اليوم. وفي الوقت الذي يفضل فيه قسم كبير من المواطنين اللجوء إلى مواد بديلة عن المازوت نظراً لارتفاع سعره وعدم توفره، فإن قسم آخر منهم سيمضي هذا الشتاء بدون تركيب مدافئ في منازلهم أو استخدام بدائل غير صحية تسبب الكثير من أمراض الجهاز التنفسي والرئة. وحول استعداد المواطنين لاستقبال فصل الشتاء والصعوبات التي يواجهونها في تأمين حاجاتهم من مواد التدفئة وعجزهم عن تأمينها في ظل عدم توفرها وارتفاع أسعارها يقول السيد تقي الدين من قرية البراج: حتى الآن لم نتمكن من تأمين حاجتنا من مستلزمات التدفئة وحتى ال ٥٠ ليتراً المخصصة لكل أسرة لم نحصل عليها، مضيفاً بأن هذا الشتاء سيكون قاسياً كما هي حياتنا، فقد بات تأمين أبسط متطلبات الحياة أمراً صعباً فكيف سيتمكن المواطن من تأمين ما يرد البرد عنه وعن أسرته في ظل ماتشهده جميع مواد التدفئة من أسعار خيالية؟! . من جهته يؤكد المواطن ساطع سليطين أنه لايوجد بديل للتدفئة في القرى الجبلية الباردة سوى الحطب ، مضيفاً بأن الدفء الذي يمنحه لايضاهيه دفء المازوت أو الغاز أو حتى الكهرباء التي بالكاد نراها ساعتين على مدار اليوم ، لذلك نعتمده كمادة أساسية للتدفئة خلال فصل الشتاء، ولفت إلى أن تضاعف أسعاره مقارنة بالعام الماضي جعلت الأغلبية عاجزة عن شرائه. أما الحال فهو مختلف عند السيدة وعد التي تقطن ضمن أحياء مدينة الحفة والتي تقول: بأنه مع بداية كل شتاء تبدأ بضرب أخماسها بأسداسها حيال تأمين مايبعث الدفء لجسدها وجسد أطفالها ، مشيرة بأن ال٥٠ ليتراً التي تم تخصيصها للتدفئة غير كافية مهما حاولنا التقنين بها لأكثر من شهر وغالباً ما نضطر للسعي لشراء أسطوانات الغاز للاستعانة بها إلى جانب المازوت للتدفئة، لافتة بأنه مع بداية كل شتاء تبدأ رحلتها بالبحث عنها لشرائها وتأمين شتاء دافئ لأسرتها متخوفة من ارتفاع أسعارها بشكل كبير نتيجة تزايد الطلب عليها، وأضافت بأنها تفضل الاستغناء عن الكثير من حاجاتها وحاجات أسرتها مقابل تأمين مايرد البرد عنهم ويبعث الدفء لقلوبهم.
داليا حسن