الوحدة : 25-11-2022
أمام هَول الحادثة/ الفاجعة/..فاجعة رحيل الضحية الشابة المهندسة ندى داوود..نقف بذهول، ونتساءل: من المسؤول عن هذه المأساة التي هزت مشاعر الناس؟؟ و على من نصوّب أصابعَ الاتهام بالتقصير، واللامبالاة، والعبث بأرواح الناس المؤتمنين عليها بحكم المواقع والمسؤوليات التي تتسلمونها، كل حسب موقعه وأهميته؟؟!!.
عقود وأنتم تتبادلون المهام والمناصب والألقاب والمسؤوليات(بما فيها من امتيازات) من هذه المدينة، التي تتلاطمها المآسي وسوء الخدمات، فيما هو مفترض بها أن تكون واجهة سورية على المتوسط والعالم، فما هي النتيجة؟؟ !!!!!.
ربما غطى الفساد كل مساحات الضمائر التي توقف نبضُها، وتلاشى الحياء حد المجاهرة بقلة الحياء !!!!.
اللاذقية، بالمقارنة مع باقي مدن القطر، مازالت مدينة صغيرة بأحيائها التي لاتتجاوز ال 15 حياً، فكم من الصرفيات والأموال التي ضُخّت في الشأن الخدمي لها منذ عشرات السنين، والتي صرفت بفواتير (موقّعة أصولاً)،
فأين ذهبت؟ و إلى من آلت؟؟..
ماذا تنفع الإيعازات الفورية لاتخاذ الإجراءات المطلوبة بحق المخالف أيّاً كان؟؟ و ماذا ينفع العقاب والتأنيب اللحظي، وإلقاء اللوم هنا وهناك بعد حدوث ما حدث؟؟ و هل من أمر يعيد الحياة لتلك الشابة الضحية؟؟ أو هل يمنع حدوث كوارث مماثلة في المستقبل، فيما لو لم يتم استدراك الأخطاء الخدمية الجسيمة التي ترتكب بحق اللاذقية، المظلومة من مسؤوليها الذين ائتمنتهم على حياتها وحياة أبنائها؟؟.
نحن هنا لانطلب منكم شبكات مترو أنفاق ولاشبكات كهرباء تشع نوراً على مدار الساعة،
ولانطالبكم باجتراح معجزات…نطالبكم فقط بأدنى البنى التحتية، بشبكة صرف صحي محترمة تستوعب ماتضخه السماء من خيرات، عليكم تيسير مجراها بل والحفاظ عليها.
فلنرحم بعضنا ولنحترم المدينة التي تأوينا وتحتضننا كأمّ، ولنكن على يقين أنه مادمنا نعيش معاً فوق خريطة هذه المدينة الصغيرة، فعلى المسؤولين تحمل واجباتٍ ارتضوا بها، لخدمة المدينة التي لاتستحق كل هذا الإهمال والإجحاف؟
يبقى السؤال يحوم فوق فوهة الصرف الصحي في الأزهري وفوق “ريغارات” الصرف الصحي بكل ساحات وشوارع اللاذقية المصدومة: هل انتهت المآسي برحيل،(شهيدة الإهمال) البشع؟ أم نضع يدنا على قلبنا عند كل غيمة حُبلى بخير السماء؟؟
رنا رئيف عمران