الوحدة: 16-11-2022
على درب بعيدة, اختلف غريبان, ثمّ انتقل الخلاف باستخدام أحزمة السّفر الى مشادّة لاغالب فيها ولا مغلوب.
ولأنّ ملامح بلده تلوح في الأفق:
اتفقا لدى وصولهما على الوقوف أمام القاضي للنظر في أمرهما.
وهناك داخل البلدة, أصيبا بالصّدمة حين تأكدا أن البلدة بلا قاضٍ, فطريقة العيش توفّر لأهلها قوانين تنبت على جوانب الطّرقات والشّرفات كالأعشاب والأزهار.
لكنّ البلدة سمحت للغريبين بممارسة القضاء على غرباء آخرين من المتوقّع قدومهم بين لحظةٍ وأخرى.
لكنّ غريباً واحداً لم يأت, وصاحبينا ازدادت عزلتهما, فالموافقة على الإقامة الهانئة في تلك البلدة مشروطة بالتخّلص من أحلامهما التي جلباها معهما, فكيف بالذكريات التي لا تنطفئ؟!
ما كان للغريبين إلّا أن ابتعدا نحو الدّرب البعيدة من جديد, فعلى الأقلّ لا غالب ولا مغلوب, والواحد منهما يحمل على كتفه نصف اغترابٍ ونصف عودة, فما بينهما أمل من شيء ما؟!!
سمير عوض