الوحدة 12-11-2022
أين الأصوات التي تحيي القلب في زوايا الأمكنة الفارغة؟
أين ورود الود في الحقول الفسيحة؟ أين ابتهالات الدعوات المهداة بحبّ؟ أين بقايا الوفاء في القلوب المحنطة؟
أين الثقة التي لاتهتز في قلوب المحيطين؟. أين الطيبة في أحاديث البشر؟ أستجمع القوى وقد انشطر قلبي هنا وهناك، أختزن في الذاكرة صور الأحبة، أراهم في الركن الذي اعتادوه، الذي جعلته صلاتي ومكان هدوء النفس، هذه الأمكنة كانت مركز نواصي فرحي.
واليوم رغم ذخيرة الخبرة في الحياة، وخوض حروب الشر، ومعارك الحفاظ على المدخرات الروحانية التي مازلنا نمتلكها، واستهلكنا حياتنا من أجلها، ورغم القيم والثوابت وحفظ نقاء الدرب.. ورغم .. ورغم ذلك، زادت وجوه النفاق بأشكال متعددة وجديدة، ومغايرة عما اعتدنا عليه، أصبحت أكثر حدة، وأكثر شراً مع عالم غريب أكثر شيطنة، وبات التأقلم يلزمنا بقواعد جديدة، أكثر يقظة وأكثر فطنة.
وأصبحنا نخاف الحبّ بعد الصدمة، والغدر بعد الطيبة، والجرح بعد الأمل، ومازلت أبحث عن خوابي النقاء والوضوح، وكنوز المحبة بين البشر، لتغفو هدهدة الروح المتعبة في مرافئ القلوب الحانية.
تيماء عزيز نصار