الوحدة: 1- 11- 2022
مجموعة مواطنين من قرية دوير الخطيب بريف جبلة يشكون تلوث مياه آبار الشرب عندهم من المعصرة القريبة إلى منازلهم، حملنا شكواهم وذهبنا إلى المعصرة المحددة، فكان في المعصرة مدير البيئة في محافظة اللاذقية ورئيس الإشراف الزراعي في منطقة جبلة، بالإضافة لمدير الخدمات الفنية في مدينة جبلة ومستثمر المعصرة وأعضاء اللجان المشرفة.
التقينا م.وائل جديد مدير البيئة في محافظة اللاذقية فقال : تم تشكيل لجنة مركزية على مستوى محافظة اللاذقية مع لجان فرعية في مناطق (جبلة،القرداحة،الحفة،اللاذقية) مهمتها مراقبة عمل معاصر الزيتون خلال هذا الموسم.
وحول تلوث بعض الآبار في دوير الخطيب فقد تم إعلامنا بهذا التلوث، حيث قامت اللجنة الفرعية بإجراء اللازم وأخذ عدة عينات منها، وتم إرسالها إلى مخابر مديرية الموارد المائية والمؤسسة العامة لمياه الشرب في اللاذقية، من خلال هذه التحاليل تبين وجود عصيات وهذا دليل على التلوث بالصرف الصحي، بالإضافة إلى وجود فينولات وهي مادة خاصة بمخلفات المعاصر (مياه الجفت).
وتابع م. جديد : طبعاً هذه المعصرة تابعة لاتحاد الفلاحين في اللاذقية، ويوجد فيها حوض تجميع كتيم خارجي، يتم فيه تجميع مياه الجفت الخاصة بالمعصرة، ويتسع ل(٢٤٠) م٣، ويتم ترحيلها بموجب إيصالات نظامية ومراقبتها من قبلنا، بالإضافة إلى لجنة من الخدمات الفنية ورئيس الإشراف الزراعي، حيث تتم مراقبة هذا الحوض، وفي حال تبين وجود وتحديد السبب الرئيسي لهذا التلوث سنقوم بالإجراءات اللازمة التي سنعمل عليها بحضور اللجنة وهي تفريغ الحوض بشكل كامل مع عزله عن العمل حتى يتم الوصول إلى سبب التلوث، وتتم صيانته والتأكد من عدم وجود أي رشح في هذا الحوض وسنتابع مع الخدمات الفنية مسألة شبكة الصرف الصحي القريب في المنطقة من هذه الآبار، وهل التلوث الموجود من هذه الشبكة؟ وقد تم الاتفاق مع المستثمر على تحويل مياه الجفت إلى صهاريج بشكل مباشر.
المهندس سومر داؤد رئيس الإشراف الزراعي في منطقة جبلة، قال: المعصرة تعود ملكيتها لاتحاد الفلاحين وقد بنيت في عام (١٩٩٣) م، وحوض التجميع لمياه الجفت فيها تم تنظيفه بشكل كامل قبل بداية الموسم،حيث تم الكشف عليها وجدرانها محمية فوق مادة البيتون بالسيراميك، عرض الخزان (٦) م وطوله (١٠) م مع عمق (٤) م، يتسع لتخزين مياه المعصرة (٢٤٠) م٣، ويتم ترحيلها بشكل دائم، والوضع الراهن لها نظامية حالياً، نعمل على تفريغها بشكل كلي والبحث فيها إذا كان يوجد تسريبات للمياه التي علمنا أنه يتم تفريغها بشكل نظامي عبر صهاريج وبفواتير نظامية وموثقة إلى مكب البصرة، لقد تم أخذ عدة عينات من أكثر من بئر كنقطة مراقبة وجميع نتائج التحاليل موجودة في المحافظة وحتى هذه اللحظة لم تأت نتيجة التحاليل، وطبيعة التربة هنا خصبة والنهر على مد النظر قريب من هذه الأراضي.
قبل بداية العمل في هذا الموسم جاءت لجنة من المحافظة إلى المعصرة و أخذت عينات من الآبار القريبة منها.
وتابع م. داؤد حديثه فقال: بتاريخ ٢٥ /٩/ ٢٠٢٢ قبل بدء عمل المعاصر قدم مجموعة مواطنين شكوى تتضمن بأنه سنوياً تتلوث مياه الآبار بمخلفات هذه المعصرة، وكانت بداية العمل بتاريخ ١ /١٠ /٢٠٢٢ بقرار رسمي وهذا العام لم يكن هناك عمل تجريبي، وبعد بدء العمل ب(١٥) يوماً أتت اللجنة المكلفة بالإشراف مؤلفة من مهندس بيئة ومهندس من الموارد المائية ومهندس الضابطة المائية، فتم أخذ عينات مرة ثانية ونتائجها في المحافظة وحتى هذه اللحظة لم تصلنا.
وقد قررت اللجنة العودة بعد الأسبوع لإعادة الفحص والتأكد من سير العملية بشكل نظامي.
المهندس كنان علي مدير الخدمات الفنية في مدينة جبلة، قال: بعد الكشف على حوض التخزين كبناء بشكل أولي تبين أنه كتيم ووضعه الفني جيد، لكن حالياً سيتم تفريغه بشكل كامل وإجراء الفحص اللازم للتأكد من سلامته أو هل يوجد فيه تسريب؟! ولايمكن حصر مصدر التلوث بشكل كامل، إذ نحتاج إلى إجراء مسح بيئي للمنطقة كلها، وهذا من اختصاص مديرية البيئة في اللاذقية، ومن الصعب جداً حصر التلوث بهذه المعصرة لوحدها، حيث يوجد في المنطقة نفسها عدة معاصر وتصب مخلفاتها في مجاري مائية، وتوجد شبكات صرف صحي تصب في مصبات غير نظامية، بالإضافة إلى وجود مشاريع أعمال أهلية متعددة بالمنطقة وكل مخلفاتها تذهب إلى هذه المجاري.
أما بالنسبة لموضوع البيئة هو موضوع شامل ويحتاج إلى دراسة كبيرة، فنحن مهمتنا التأكد من الحالة الفنية لهذا الحوض ومراقبة طريقة الترحيل بالصهاريج ولكن الأمر الذي يعرفه الجميع الحوض قبل العمل مستثمر من قبل هذا المستثمر وبقي مدة(٣) سنوات ممتلئاً بمياه ولم يتم تفريغه ولم تظهر أي علائم تسريب منه.
السيد فراس حسن مستثمر المعصرة، قال: حصلت على عقد استثمار لهذه المعصرة بموجب عقد نظامي لمدة خمس سنوات ولن أسمح بأن يكون عملي السبب بإلحاق الأذى بأي مواطن.
وسأقوم بالكشف على شبكة الصرف الصحي من المعصرة إلى الشارع على نفقتي الخاصة وإذا ثبت التلوث في هذه الشبكة أنا جاهز لأي إجراء تتخذه الجهات المعنية حتى لو اضطرني الأمر إلى وضع صهاريج بشكل مستمر لمنع حدوث إي أذى وتلوث بهذه الآبار.
ومشكلة الصرف الصحي والعطل الحاصل فيها عمره يتجاوز (١٥) عاماً، فأنا ابن المنطقة والجميع له علم به.
ويتابع حديثه: من بداية العمل في هذا الموسم أقوم بتفريغ حوض التجميع لهذه المعصرة ولم أعتمد على شبكة الصرف الصحي الموجودة، بل اعتمادي على الصهاريج وعلى نفقتي الخاصة، وموثقة بإشراف زراعي يتم ترحيلها وتفريغها في مكب البصرة بشكل يومي، وكلفة نقل الصهريج مابين محروقات وأسعار سائق ووصل في المكتب تصل (٢٥٠ – ٤٠٠) ألف ل.س لكل صهريج، وتتراوح سعة الصهريج (٤٥) ألف ليتر. حيث كلفني تنظيف الحوض قبل بداية العمل (١،٥ مليون ل.س).
لنا كلمة
نحن لسنا طرفاً في المشكلة بل على الحياد، ويهمنا في النهاية بعد زيارتنا إلى المعصرة ولقاء المسؤولين فيها واللجان الموجودة، وأيضاً زيارة الأهالي أصحاب الآبار الملوثة، فبعد حديث طويل معهم لاحظنا بأن هناك لغز حله عند الأهالي، وحاولنا أن نرى الآبار بأم العين برفقة رئيس الإشراف الزراعي، ولكنهم رفضوا ذلك بطريقة غير نظامية، ما ترك لدينا إشارات استفهام حول ذلك..؟! طبعاً لاحظنا تعاون المستثمر أكثر من الأهالي وطرح عدة حلول، فالمهم عنده عدم إلحاق الأذى بالآبار .
غانه عجيب