الوحدة 22-10-2022
سؤال ملح طفا على سطح الأزمة المعيشية بعدما أُعلن عن نية تصدير جزء من زيت الزيتون المنتج لهذا الموسم، فأيُّهما أهم؟ عملية (التصدير) وما تأتي به من (عملة صعبة)، أم الإبقاء على مانحتاجه من منتجاتنا في (السوق المحلية)، وفي مقدمتها ماتتضمّنه السلة الغذائية من مواد أساسية؟…
إنّ أيّ مطّلع على آلية الحركة الاقتصادية، في أية دولة من دول العالم، يدرك أنّ التصدير مهم تماماً كأهمية الاستهلاك المحلي، وبالتالى نحن نحتاج هنا لصاحب القرار الاقتصادي الماهر، الذي يُدير دفة موازين هذه العملية الدقيقة بحنكة ونجاح…
نحتاج إلى التصدير، و لكن الأهمّ هو السوق المحلية، فبدل أن نصدر مادة لنحصل من خلالها على القطع الأجنبي، يمكننا دعم منتج محلي مشابه، بدلاً من استيراده بالقطع الأجنبي أيضاً، مع فرق كبير بالقيمة الغذائية لصالح ما ننتجه محلياً، ونعرف جيداً مصدره ومنشأه، والمقارنة هنا حاضرة بين زيت الزيتون، والزيوت النباتية الأخرى، فهذا الأمر يحتاج فقط إلى وجودٌ فاعل لمؤسسة تدخل إيجابي، تكون من أولوياتها ملاحظة احتياجات السوق الضرورية، وتقديم الدعم الحقيقي للمواد المنتجة محلياً.
بالعودة إلى حديث زيت الزيتون، نستذكر أيضاً،،فشلَ عملية منع التصدير التي اعتُمِدت العام الماضي في تبريد سعر المادة محلياً، حيث لم يلمس المواطن/ المستهلك أيّة فروقات، بل على العكس، ازدادت أسعار السلعة ” اشتعالاً “، بدلاً من انخفاضها!!!، وأصبح التفكير بزيت الزيتون مغامرة غير محسوبة النتائج.
أيضاً نُذكِّر هنا بمقترح سابق لإحداث بنك لزيت الزيتون، ولا نعلم هل تم إلغاء فكرته أم لا ؟، وكذلك كان هناك قبل عامين سلفة مليارية للسورية للتجارة كي تشتري زيت الزيتون من المزارعين، وتطرحه في صالاتها…فأين ذهبت تلك المقترحات؟
خلاصة القول:
عندما نجعل المادة بمتناول المواطن ” المحتاج” ، لن نجد من يعتبر تصديرها نكسة له، لأن باقي الكمية ليست في حساباته، فنحقق بذلك معادلة مريحة للمنتج والمستهلك، ونساهم برفد خزينة الدولة بالقطع الأجنبي الناتج عن عملية تصدير أي منتج محلي.
نشير أخيراً إلى أهمية فكرة متداولة مؤخراً في مجاليّ الاستيراد والتصدير، وهي التبادل التجاري (بالمقايضة)، فهذه العملية كانت تتم (أيام زمان) في الأرياف مع تجار قادمين من المدينة، وبهذه الطريقة نتجاوز الحالة الشائكة والمستعصية في تأمين العملة الصعبة ونستفيد من انعكاساتها الإيجابية على المستهلكين والمنتجين بآن معاً.
رنا رئيف عمران