موسم الزيتون هذا العام … أسعاره تخطف البركة من زيته

الوحدة : 10-10-2022

بالرغم من تباشير موسم زراعي جيد لمحصول الزيتون هذا العام نتيجة طبيعة الشجرة الحراجية والأحوال الجوية التي هيأتها لحمل الثمار، فقد غاب الملخص والبحث العلمي الزراعي الذي يهدف إلى تقييم الأداء الزراعي لمنتجي محصول الزيتون في ظل ممارسات جيدة من قبل المزارعين، لكن الصعوبات كانت الكفة الراجحة في الدورة الزراعية فمستلزمات الإنتاج غابت منذ سنين مع ارتفاع أسعارها الجنوني وخاصة خلال الموسم الحالي، فقد ارتفعت أجور عمال قطاف الزيتون بشكل تصاعدي ودخلت إلى أسعار غير مسبوقة تجاوزت ال٣٥ ألف ل.س باليوم للعامل الواحد، كما أن مستلزمات الجني هي الأخرى لم تسلم من الارتفاع فالعبوات والغالونات وأكياس الخيش والشوادر وغيرها أسعارها حلقت أيضاً، ما أدى إلى تراجع المردود الزراعي ليثير بواعث القلق إزاء قلة الإمكانيات المتاحة لتحسينه وزيادة الإنتاجية، ناهيك عن أسعار أجور المعاصر التي لا تلتزم بالتسعيرة الرسمية بحجج شراء المازوت الحر بأسعار خيالية بظل غياب الرقابة النزيهة على تلك المعاصر، ومن ناحية أخرى ومع بدء موسم قطاف الزيتون اعتاد تجار الزيت والمصدرين القيام بجولات على الكثير من القرى والمعاصر ليقوموا بطرق متعددة وملتوية بفرض الأسعار التي تناسبهم من خلال شراء كامل الكمية التي بحوزتهم، وهذه الأسعار تعمم على كافة القرى والمعاصر بفرض سعر أمر واقعي أمام المزارعين وخاصة هؤلاء الذين يضمنون المحصول، والذين يضطرون لبيع محصولهم من أجل تسديد الالتزامات المترتبة عليهم بظل غياب كافة المبادرات التي من شأنها حماية المزارع ومحصوله من تلاعب التجار، لتحمي في النهاية المستهلك الذي لا يستطيع شراء عبوة كاملة من الزيت، فشجرة الزيتون هي مصدر رزق لفئة كبيرة من القرى إذ ينتظر المزارع بفارغ الصبر ليجمع الإنتاج لتعود له بأرباح تساعده في أعباء الحياة اليومية وسط سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

بدورنا كجريدة حاولنا تسليط الضوء على الصعوبات التي تعترض سير عمل المزارعين الذين يقومون بجني محصول الزيتون في كافة المناطق والقرى، ودور الوحدات الإرشادية في تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وما هي الأجور المقررة بالمعاصر وهل تتناسب مع الجهد الذي يبذله المزارع.؟! والمهام الملقاة على عاتق اتحاد الفلاحين في تقديم الخدمات التي تعترض سير عملية جني محصول الزيتون، ومباينة أسعاره ضمن أسواق اللاذقية، هذا ما سنعرضه ضمن ملفنا اليوم.

 

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار