الوحدة : 10-10-2022
بفارغ الصبر ينتظر مزارعو منطقة القرداحة حلول موسم الخير وموعد قطاف الزيتون كونه الموسم الأهم ويكاد يكون الوحيد بالنسبة لهم والذي يعولون عليه الكثير من الأماني في توفير مونة البيت من الزيت والزيتون وبيع الفائض عنهم لتأمين بعض الوفرة والسيولة بين أيديهم.
يشير المزارع أبو حسين إلى أنه اتخذ كافة الإجراءات والتدابير للبدء بموسم القطاف معبراً عن سعادته وامتنانه لله على وفرة المحصول، مؤكداً أن منظر الشجرة في مواسم الحمل يردّ الروح ويكبر القلب وينسي المزارع تعبه طوال عام كامل، ويشير إلى أنه عانى كثيراً حتى استطاع تأمين البنزين لعشف وتعزيل أرضه وتعشيبها قبل القطاف لأنه لم يستطع حراثتها منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع أجور الحراثة، أيضاً أشار إلى معاناتهم في نقل المحصول حيث يضطرون لنقله مسافات طويلة على الأكتاف لعدم وجود طرق زراعية قريبة من بساتين الزيتون، لافتاً إلى تقصير المعنيين بهذا الجانب خلال الفترة الماضية ومطالباً بأن تصل الطرق إلى كافة الأراضي الزراعية، فيما أكد المزارع أبو محمود على ارتفاع كل تكاليف الإنتاج الخاصة بموسم الزيتون من أجور العمال المرتفعة والتي تفوق ال٣٠ ألف ل.س لكل عامل وارتفاع أجور النقل إلى المعاصر، وأيضاً الأجرة التي تتقاضاها المعصرة، حتى الفرش الذي يتم استخدامه تحت أشجار الزيتون والأكياس التي يتم تعبئة الزيتون فيها حلقت بشكل أسطوري، لافتاً إلى أنه إذا تم حساب أسعار الأسمدة والرش إلى الأجور السابقة فالنتيجة حتماً خسارة المزارع .مؤكداً أن عمل الوحدات الإرشادية يقتصر على التوعية وتقديم المصائد لمكافحة الحشرات التي تنتشر على أشجار الزيتون.
وتشير المهندسة إيفا علي رئيسة إرشادية رويسة البساتنة إلى طبيعة عمل الوحدات الإرشادية لافتة إلى أنه يتم تقديم مصائد غذائية وفرمونية لجذب ذبابة الزيتون إضافة إلى أنه يتم كل عام تنفيذ حملة لمكافحة مرض عين الطاووس يتم خلالها تأمين جرار من دائرة الوقاية للمزارعين الذين أمنوا الأدوية المكافحة لمرض عين الطاووس، مشيرة إلى أن الوحدة تخدم مساحة ٣٦٦٠ دونماً مشجراً بالزيتون وعدد الأشجار الكلي ضمن مجال عمل الوحدة ١٠٠١٤٢شجرة،
وعن آلية عمل معاصر الزيتون وطريقة تعاملهم مع المزارعين في موسم حمولة الزيتون ومعاناتهم تحدث عنهم السيد فؤاد معروف مدير معصرة يرتي مشيراً بأن معصرة يرتي معصرة طرد مركزي ألمانية مجهزة بأحدث الآلات المخصصة لإخراج قطرة الزيت من حبة الزيتون مع تأمين وسائل الأمان والحماية المباشرة للزيتون، لافتاً أنه كان يتمنى تأجيل قرار المباشرة بقطف الزيتون من بداية الشهر إلى منتصفه كون ذلك يؤثر على قطعية الزيت، حيث أنه في بداية موسم العصر نعاني كأصحاب معاصر مع المواطنين الذين يحتجون لعدم الإنتاج الذي يتمنوه، منوهاً أن نسبة القطعية تختلف من الزيتون الذي تم جمعه وقطافه مبكراً والذي إنتاجه مابين ( ١٢ و١٧) بالمئة زيت زيتون، ومابين النسبة التي تقطف بعد منتصف شهر تشرين وتتراوح نسبة الزيت فيه مابين (٣٤ و٣٦) بالمئة بزيادة ملفتة وإنتاج مميز، وأشار أيضاً إلى مايتكلفه أصحاب المعاصر من أجور عمال باهظة وأجور صيانة سنوية تصل إلى ٤٠ مليون ل.س، كما وأشار إلى مياه الجفت الناتجة عن المعصرة وبأنهم ملزمون بتوزيع الجفت الناتج لأراضي المزارعين على حساب المعصرة واقترح أن يتم منحهم قروضاً ميسرة لإنشاء محطة معالجة لتكرير مياه الجفت والاستفادة منها كأسمدة، وأضاف أيضأ تم توفير المازوت لهم ١٠٠٠٠ لتر على دفعتين، علماً أن المولدة تعمل ٢٤ ساعة متواصلة وتحتاج يومياً إلى أكثر من ٢٠٠ لتر على مدى حوالي الشهرين والنصف إلى ثلاثة أشهر مدة عمل معصرة الزيتون، متمنياً العمل على زيادة مخصصات المازوت بما يتناسب مع حاجة المعصرة، وحول الأجور التي يتقاضونها لفت أن فيها إجحاف لأصحاب المعاصر، حيث أن أغلبية الناس تدفع من الزيت، مشيراً أنه يتم تقاضي ٦٪ من القرى القريبة و٥٪ من القرى البعيدة، أما كبدل نقدي تبلغ ١٤ ألف ليرة للبيدون الواحد.
وحول هذا الموسم الهام والناس قد بدأت بالقطاف، التقينا الدكتور سوار يوسف مدير دائرة زراعة القرداحة الذي أشار بأن المساحة المزروعة بالزيتون في منطقة القرداحة تبلغ ٩١١٧ هكتاراً مزروعة ب ٢٧٤٠٤٢٧ شجرة زيتون مثمر منها ٢٣٧١١٦٧ شجرة، مقدراً أن إنتاج المنطقة هذا العام يتجاوز ال ٤٦ ألف طن، وحول أهم الخدمات المقدمة لمزارعي الزيتون في المنطقة أجابنا أنه في مجال الزراعة تم تقديم غراس زيتون مجانية على مدى العامين الماضيين، أما المزارعين الآخرين فكان التسجيل يتم عن طريق الوحدة الإرشادية ويتم الشراء من المشتل بالسعر المدعوم، إضافة إلى حملات مكافحة عين الطاووس وحملات مكافحة ذبابة ثمار الزيتون وتوزيع المصائد والمواد الجاذبة، وإقامة الندوات والأيام الحقلية حول موسم قطاف الزيتون وتوعية المزارعين إلى كافة الأمور والجوانب التي من شأنها المحافظة على نوعية الإنتاج وجودته وكميته، حيث أن موسم الزيتون موسم استراتيجي بمنطقة القرداحة والعناية به وتقديم أفضل الخدمات له هدف وغاية الوحدات الإرشادية المنتشرة في المنطقة، وحول المعاصر الموجودة في المنطقة أشار بأنه يوجد ثمان معاصر طرد مركزي واحدة منها ألغي ترخيصها، كونها على حرم الأوتوستراد إضافة إلى ٤ معاصر مكابس، أيضاً ثلاث منها غير مرخصة، ولكن السيد المحافظ وجه مشكوراً بتشغيل كافة المعاصر في المنطقة حتى غير المرخصة منها لأن الموسم وفير هذا العام والإنتاج كبير، كما وتم العمل على تقديم المازوت لهذه المعاصر حتى لا يتوقف العمل. وحول الأجور التي تتقاضاها المعصرة لفت إلى أنه تم تحديد أجور نقدية أو أجور عينية، حيث أن أجرة عصر اكع ٢٠٠ ليرة والعرجوم الناتج يعود لصالح المعصرة فيما تتقاضى ٢٥٠ ليرة إذا كان العرجوم الناتج يعود للمزارع، أما الأجور العينية فيتم تقاضي ٦،٥٪ من كمية الزيت الناتج والعرجوم الناتج يعود لصاحب المعصرة أو تقاضي ٨٪ من كمية الزيت الناتج والعرجوم يعود للمزارع.
سناء ديب