الوحدة :10-10-2022
موسم قطاف الزيتون حل ضيفاً محبوباً عند الجميع لما يحمل من خيرات متعددة من زيت الزيتون وثماره التي تخزن للطعام بطرق متعددة المذاق، لكن ما يعكر فرحة المزارعين هذا الموسم الأحوال الجوية التي سادت هذا العام وأثرت على نوعية الزيتون وكمية الزيت الذي يستخرج.
الوحدة التقت بعض المزارعين الذين قاموا بجني محصول الزيتون في ريف جبلة فتحدثوا عن معاناتهم هذا الموسم.
المزارع أيهم محمد من قرية كفردبيل، قال: لقد استبشرنا خيراً بوفرة الثمار، ولكن مع الأسف الأحوال الجوية التي سادت أثرت على نوعية الثمار وكمية الزيت، وبحكم نفاد زيت الزيتون من منزلنا اضطررت إلى القطاف في الخامس والعشرين من أيلول، لكن دفعت ثمن ذلك فقد كانت كمية الزيت قليلة جداً قياساً بالسنوات الماضية، بسبب العطش لتأخر هطول الأمطار، على الرغم من ذلك قمت بسقاية أشجار الزيتون خلال هذا الموسم مرتين عن طريق صهاريج كلفة الصهريج الواحد تتجاوز (٣٠) ألف ل.س وكل مرة تحتاج الأرض إلى (١٠) صهاريج.
نحن المزارعين نتعب وغيرنا يأكل ثمرة تعبنا.
المزارع محمود ميا من قرية القلايع، قال: الحمدلله الموسم هذا العام وفير بثماره وتفاءلنا خيراً، لكن ما نغص علينا فرحتنا بهذا الموسم الذي ننتظره كل عام هو تأثير الأحوال الجوية عليه الذي كان واضحاً، فالثمار معظمها في حالة ذبول بسبب العطش لتأخر هطول الأمطار وهذا ما يتعبنا جداً أثناء عمليات القطاف، فهناك أراض قريبة من مجاري الأنهار والسدود لم تتأثر بالجفاف الذي حصل طبعاً تختلف الثمار عندهم عن باقي الأراضي.
انا لا أستطيع جني المحصول بمفردي لكبر عمري لكن تفاجأت بارتفاع أجور اليد العاملة بشكل كبير، فأجرة العامل الواحد لقطف الزيتون في اليوم (النبار) تتراوح بين (٣٥ /٤٠) ألف ل.س طبعاً مع وجبة طعام، أما المرٱة العاملة فأجرتها أقل بحكم عملها (لقاط) الزيتون عن الأرض (٣٠) ألف ل.س مع وجبة طعام ، وهناك أجور أخرى للسيارة التي تنقل المحصول إلى المنزل لاتقل كل مرةعن (١٠) آلاف ل.س، وبعدها تنقله إلى المعصرة وهنا أجرة أخرى أيضاً فالطلب لايقل عن (١٥)ألف ل.س، هذا بالإضافة إلى سعر العبوات البلاستيكية الخاصة لوضع الزيت فيها فهي الأخرى أسعارها ارتفعت ليصل سعر العبوة الواحدة إلى (١٠) آلاف ل.س .
المزارع منير علي من قرية كفردبيل، قال: لقد قمت بجني الموسم بالاعتماد على اليد العاملة التي وجدتها بصعوبة على الرغم من ارتفاع أجرة العامل التي كلفتني في اليوم من الساعة السابعة صباحاً حتى الرابعة عصراً (٣٥) ألف ل.س ولمدة أسبوع، وكان يعمل معنا خمسة عمال، فأنا مضطر إلى ذلك فوضعي الصحي لايساعدني على العمل، انتهينا من قطف الثمار وقمنا بسلقها لاستخراج زيت الخريج فأنا اعتمد عليه بشكل كامل في طعامنا، لقد تربينا وربينا أولادنا عليه طعمه مميز ورائحته ذكية، لكن ما يحزن هو كمية الزيت المستخرجة من الزيتون قياساً بالسنوات الماضية فهي قليلة جداً بسبب العطش.
أيضا التقينا المهندسة رشا عيسى رئيسة الوحدة الإرشادية في بلدة سيانو لمعرفة ماذا قدموا هذا الموسم للمزراعين، فقالت: تقوم الوحدة الإرشادية في بلدة سيانو بتقديم الدعم للمزارعين في وقت قطاف ثمار الزيتون عن طريق إرشادهم للوقت الأمثل والأفضل لعملية القطاف وإعطائهم النصائح بطرق قطاف جيدة ومثلى لعدم إلحاق أي ضرر بالأشجار، ما ينعكس سلباً على الإنتاج العام، أيضاً نقدم لهم فكرة عن أهمية هذه الشجرة وضرورة المحافظة عليها والاعتناء بها لما لها من أهمية اقتصادية وغذائية كبيرة، ونقوم على إعطائهم النصائح للتعامل مع هذه الشجرة، والقيام بجولات على المعاصر لمراقبة عملية عصر الثمار وإرشاد المزارعين لكي لايقعوا في دوامة الغش للزيت أوعملية سرقة له.
ونحن كجريدة حالفنا الحظ في الحديث مع بعض المزارعين ورئيسة الوحدة الإرشادية ولم يحالفنا في لقاء صاحب أي معصرة للزيت.
لكن خلال حديثنا مع المزارعين الذين قاموا بجني محصول هذا العام وقاموا باستخراج الزيت تحدثوا لنا عن كيفية التعامل بالمعاصر فهناك نوعان لها: معاصر حديثة وقديمة وكل واحدة لها أجرتها الخاصة فيها، أما بالنسبة للمعصرة الحديثة فهي تتقاضى على كل عبوة زيت سعة (١٧) كيلو زيت زيتون عادي ب(١٣) ألف ل.س، وزيت الخريج (١٥) ألف ل.س، وأجور نقل الثمار إلى المعصرة فهي على نفقة المزارع، وهناك معاصر تتقاضى على كل عبوة (١٠) آلاف ل.س، وأجور النقل في الذهاب والإياب مجانية في حال تجاوزت كمية الزيتون (١٠٠) علبة زيتون.
غانه عجيب