التقنين الكهربائي الجائر أوقع معاصر الزيتون بخسائر كبيرة في الحفة

الوحدة :10-10-2022

مع بداية موسم جني محصول الزيتون للعام الحالي الذي يتميز بإنتاج وافر ومتميز مقارنة بالأعوام الماضية، حيث يستعد كل من أصحاب المعاصر والمزارعين في منطقة الحفة لمجاراته خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وأجور النقل والأيدي العاملة، وفي الاستعداد لجني محصول الزيتون وعصره رصدنا آراء كل من أصحاب المعاصر والمزارعين بخصوص تحديد بدل أجور عصر الزيتون العينية والنقدية التي تم تحديدها للموسم الحالي، حيث وصفها أصحاب المعاصر والمزارعين بأنها غير منصفة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج واليد العاملة والمحروقات وغيرها. فقد أكد السيد محمد خيربك صاحب معصرة في ريف الحفة بأن التسعيرة الحالية مجحفة بحق المعاصر خاصة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والتقنين الكهربائي الذي أوقع أصحاب المعاصر بخسائر كبيرة، وأضاف بأن الكميات التي تم تخصيصها للمعصرة من مادة المازوت تعادل ٢٨٪ من احتياجاتها الفعلية للموسم الحالي، خاصة أن المعصرة تحتاج إلى ٣٢ ألف ليتر من مادة المازوت، فقد تم تزويدنا ب١٠ آلاف ليتر فقط. وبهذا نحن مضطرون لشراء ٢٢ألف ليتر بالسعر الحر الذي يزيد سعره عن ٥٨٠٠ ل.س لليتر الواحد. مضيفاً بأن التقنين الكهربائي الذي يصل إلى ٢٠ساعة يحملنا أعباء وتكاليفاً إضافية، وهناك إجحاف بحق المعاصر بنسبة ٢٥٪، مطالباً بأن تكون الأجور بمعدل ٨٪، والعرجوم الناتج لصاحب المعصرة كأقل تقدير ليتم تعويض التكاليف المفروضة على عمل المعصرة، ونوه إلى أن أجور عصر الطن الواحد من الزيتون نقداً ٢٠٠ ألف ل.س، وهو يحتاج إلى عجنتين بالإضافة إلى تخميره لمدة ساعة بالعجانة لاستخلاص أكبر كمية ممكنة من الزيت، وتحتاج هذه العملية إلى ٢٤ ليتراً من المازوت، بالإضافة إلى أجور الأيدي العاملة فيقع صاحب المعصرة بخسائر باعتبار أن النسبة المأجورة من الزيت المستخلص فنعوض قليلٱ من خسارتنا.

أيضا المزارع عدنان طيبة بين أن أي تسعيرة يتم تحديدها ستكون غير منصفة للفلاح في ظل مايتكبده من تكاليف وأعباء مادية نتيجة ارتفاع تكاليف مستلزمات العملية الزراعية وعدم توفرها خاصة الأسمدة وتضاعف أسعارها في السوق السوداء، وصعوبة تأمين الأيدي العاملة نتيجة أزمة المواصلات وغلاء أجور النقل وغيرها، لافتاً إلى أن المزارع اليوم مضطر لدفع أكثر من نصف الإنتاج لتغطية تكاليف جني محصوله، وأضاف بأن أجرة العامل اليوم تترواح بين ٢٥ – ٣٠ألف كأجور نقدية أما الأجور  العينية فتتراوح بين ٢٥ – ٣٠٪ نسبة إلى الإنتاج، إضافة إلى أجور النقل التي تتراوح بين ٢٠ – ٢٥ ألف ل.س ، وأيضاً أجور عصر الزيتون والعبوات البلاستيكية وغيرها من الأمور التي تنعكس سلباً على المردود الاقتصادي للمزارع، وعلى هامش ربحه الذي يعوضه تكاليف أتعابه وجهده طوال العام.

كما بيّن  المزارع محمد إبراهيم  أن أجور عصر الزيتون مجحفة بحق المزارع خاصة هذا العام فمحصول الزيتون جيد، مضيفاً بأن جهده وعمله طوال العام يذهب لمصاريف العمال ومستلزمات الإنتاج، فقد بات العمال وأصحاب المعاصر شركاء بمحصول المزارع خاصة أن مردود الأرض في الوقت الحالي لاتغطي جزءاً من تكاليف الإنتاج والجهد والتعب الذي يتحمله المزارع على مدار العام ،ورغم مايتكبده من أعباء مادية وخسائر لكنه مضطر للاستمرار كونه يشكل مصدر رزقه.

وحول دور الوحدات الإرشادية في دعم مزارعي الزيتون وماتقدمة من إرشادات وتعليمات خلال جولاتها الميدانية التي تنفذها على مدار العام، فقد أوضح المهندس أحمد نزيهة رئيس وحدة إرشادية الحفة بأن دورنا كإرشادية تقديم المعلومات العلمية للمزارع حول أي نوع من الأنشطة الزراعية سواء نباتي أو حيواني على مدار العام، فبالنسبة للزيتون عملياً يبدأ عملنا من نهاية موسم القطاف، بداية بتقديم التوجيهات التي تتمحور حول التقليم الصحيح للأشجار وعدم إهمالها والتخلص الصحيح من نواتج التقليم، وتسميد الأرض بالأسمدة العضوية  والفوسفاتية والبوتاسية خلال الخريف مع نهاية الشتاء وبدء نشاط الأشجار، ننصح المزارعين بإضافة الأسمدة الآزوتية قبل نهاية موسم الأمطار كون زراعة الزيتون في منطقة الحفة بعلية ومع اقتراب موعد الإزهار المتابعة تطبق على الأشجار بشكل عام، لحماية الموسم من الإصابات الحشرية والمرضية، ونبدأ بمراقبة الإصابة بحشرة عتة الزيتون و بسيلا الزيتون  وذبابة ثمار الزيتون من خلال تعليق المصائد الاستطلاعية وتوجيه المزارعين لتعليق المصائد الجاذبة للحشرات ( مصائد غذائية ولونية وفرمونية) مع الابتعاد عن الرش بالمبيدات الكيميائية ومراقبة انتشار مرض عين الطاووس الفطري، وضرورة الرش بالمركبات النحاسية للوقاية من الإصابة، وبخصوص ذلك تقوم دائرة الوقاية بتقديم جرارات مع خزان الرش ليتسنى للمزارع الاستفادة منها في رش أشجاره مجاناً، وهنا كإرشادية نقوم بتكثيف الندوات والبيانات العملية عن المكافحة المتكاملة للآفات، وخاصة ذبابة ثمار الزيتون مع توزيع المواد الجاذبة للذبابة مجاناً من الوحدات الإرشادية، وأضاف من مهامنا متابعة المصائد بحقول مختارة تمثل المنطقة جغرافيا ومناخياً وتسجيل تطور الإصابة بالحشرة أو تشريح الثمار لاحقاً لمعرفة الأطوار المنتشرة للحشرة. ولفت م. نزيهة إلى أنه خلال الموسم الحالي كان هناك إصابة بمرض درع الزيتون الفطري الذي يتسبب بتساقط كبير للثمار، حيث أنجزنا ندوات حول الوقاية منه وأهميته الاقتصادية، ومع اقتراب موسم القطاف تصبح الندوات والنصائح المقدمة حول عمليات القطاف ( الابتعاد عن استخدام العصا في عملية جني المحصول، وأيضاً حفظ الثمار المقطوفة بعبوات بلاستيكية وعدم تكديسها بأكياس لأكثر من يومين لاستخلاص زيت ذات مواصفات وجودة عالية، بالإضافة إلى توجيه المزارعين بضرورة وضع الزيت الناتج بعبوات معدنية والابتعاد عن العبوات البلاستيكية.

 

داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار