النـّـــــــــدوات المدرســـــــيـّة …مخالفات وضبوط وبيع الدخان على عينك يا تاجر

العدد: 9274

الاثنين 2019/1/21
الكتّاب: ربا صقر – بثينة منى
تصوير: باسم جعفر

 

يقضي أبناؤنا- أغلى ما نملك- جُلَّ أوقاتهم في المدارس ما يضطرهم لشراء الأطعمة والمأكولات بين الحصص الدرسية من الندوة المدرسية وكثيراً ما تلهث الأم جاهدةً لإقناع أولادها بأخذ ما يحتاجونه من تلك المأكولات ووضعها في حقائبهم قبل خروجهم من المنزل في محاولة منها لحمايتهم من كل مرضٍ وغبنٍ ولكنها الرغبة الشديدة عند الأولاد تدفعهم لرفض (الزوادة) المقدمة من الأم والإحساس بالمتعة عند شراء ما يرغبون بأنفسهم وفي ظل هذا الفلتان في الأسعار وغياب الضمير والأخلاق عند البعض يصبح الأمرُ أكثر صعوبة وخطورة على الأهل، فكثيراً ما نسمع عن حالات من التسمم الغذائي حدثت نتيجة تناول الطلاب لأطعمةٍ فاسدةٍ ابتاعوها من ندوات المدارس هذا بالإضافة لعدم التزام بعض تلك الندوات بالشروط الصحية وتدني مستوى النظافة فيها وعدم توافر أغذية بمواصفات صحية جيدة والبيع بأسعار أعلى من الأسعار الرائجة في السوق، فهل هناك رقابة حقيقية على هذه الندوات المدرسية التي تشكل جانباً مهماً في حياة الطالب، وهل تقع مسؤولية مراقبة هذه الندوات على جهة بعينها أم أن مراقبتها ومتابعتها تقع على عاتق عدة جهات تتكاتف وتتضافر جهودها ومسؤولياتها لتقوم بالدور المناطَ إليها على أكمل وجه في حماية طلاب المدارس من الأمراض؟.


جريدة الوحدة زارت بعض تلك الندوات وكانت أولى المحطات في الندوة المدرسية للشهيد نديم رسلان:
إلى غرفةٍ صغيرةٍ في زاوية الباحة المدرسية رافقتنا المشرفة الصحية السيدة يسرى قفورة، عبارات الحبّ والغزل ورسوم بالأحمر والأسود تزين جدران تلك الندوة من الخارج دخلنا الندوة المدرسية لنلحظ تكدس علب البسكويت والأندومي والكاتو بعضها وضع على الأرض مفتقداً لأدنى شروط التخزين الصحية والبعض الآخر على طاولة أو كرسٍ بأحسن حال بالإضافة لوجود أكياس البطاطا (الشيبس) قرب نار الغاز، وما لفت انتباهنا كثرة الأطعمة ذات الأصبغة (كالجيليه) والمصنوعة يدوياً (كالدقة) والبذر المنزوع من قشوره والموضوع في أكياس صغيرة.
تحدّثنا إلى مستثمر الندوة السيد غياث أسعد فقال: حصلنا على استثمار هذه الندوة ضمن مزاد في مديرية التربية وخضعنا لشروط الفحص الطبية من قبل الصحة المدرسية والمشفى الوطني وذلك للحصول على الشهادة الصحية التي تخولنا العمل في هذه الندوة وقد أجريت الفحوص التالية: صورة صدرية- تحليل بول- تحليل دم والأمراض السارية وعند التأكد من خلوي من تلك الأمراض حصلت على الشهادة الصحية وباشرت في عملي وأقوم بهذه التحاليل الطبية كل ثلاثة أشهر حرصاً على صحة وسلامة الطلاب.
وتتم مراقبة الأطعمة الموجودة في الندوة من قبل الصحة المدرسية للتأكد من مدة الصلاحية والنظافة كما تقوم لجان من التموين بمراقبة الأسعار كل 15يوماً وإقبال الطلاب على الشراء في أول الشهر أعلى منه في آخره، كنّا نبيع السندويش (فلافل) ولكن توقفنا مع أزمة الغاز، وعندما سألناه عن لباس المريول المخصص للبيع والقفازات أجاب (حط بالخرج) ما حدا عم يدقق، وعندما قرع جرس المدرسة معلناً وقت استراحة الطالب الدرسية تجمّع عشرات الطلاب وأيديهم الصغيرة والمحمرة من شدة البرد تقبض على القطع النقدية بعضهم من فئة 100 ل.س والبعض الآخر من فئة 50 ل.س والأصوات تتعالى هنا وهناك (بدي أندومي) وأنا بسكويت، بدي شيبس اقتربنا من طالبة أخرجت من حقيبة صغيرة كانت تحملها سندويشة فقالت لنا برضا وقناعة واضحة:
أمي لا تسمح لي بشراء الطعام من هذه الندوة في العام الدراسي الماضي تسمم أخي في مدرسة أخرى من قطعة كاتو اشتراها وأكلها وأسعف إلى المشفى من ذلك الوقت وأنا أحضر الطعام معي من البيت فهو أنظف وأرخص.
بعد تدافع تمكن محمد من شراء «الأندومي» خرج من «العجقة» والابتسامة بالفوز تملأ وجهه (صحتين) قلنا له كم سعرها؟ فأجابنا 100 ل.س، ليست غالية أبداً اشتريتها من السوبر ماركت القريب من بيتي بـ150 ل.س دائماً تنصحني أمي بإحضار الطعام معي من البيت ولكني أتلذذ بالشراء «من عند عمو غياث فهو يراعيني كثيراً في السعر».
ولأن الندوة ضمن حرم المدرسة كان لابد لنا من التحدث إلى السيد جهاد رقية مدير مدرسة نديم رسلان لنعرف نسبة المدرسة من هذا الاستثمار فأجاب للمدرسة: نسبة من أرباح الندوة المدرسية كما للتربية نسبة أيضاً فمع بداية كل عام دراسي تأخذ المدرسة حصتها من هذا الاستثمار فمثلاً في بداية العام الدراسي الحالي كانت نسبة مدرسة الشهيد نديم رسلان الإعدادية من الاستثمار (450) ألف ليرة سورية وعندنا تدوير من نسبة العام الماضي (146) ألف ليرة سورية ولولا المبلغ الذي نحصل عليه من استثمار الندوات المدرسية لما تمكنا من إجراء الامتحانات فالنشاط والتعاون يصل إلى (90) ل. س وهذا المبلغ لا يشتري قلم سبورة والكل يعلم أن المدرسة تحتاج لشراء الأوراق الامتحانية- أقلام سبورة- خرطوش وأي بورد تكريم طلاب وغيرها الكثير وهذا يحتاج نفقات مادية باهظة وسأشير هنا إلى أننا في العام الماضي اشترينا من أرباح الندوة المدرسية حرامات لأبناء الشهداء وأقلام وغيرها خلاصة القول لولا الندوات المدرسية وأرباحها تكاد مدارسنا تشحذ.
ولأنَّ صحة أبنائنا أغلى ما نطمح إليه ونخاف عليه توجهنا إلى الصحة المدرسية مربط الفرس والمسؤولة عن ضمان صحة وسلامة الطلاب من كل أذى ومرض، التقينا الدكتورة نعمى الخير وسألناها عن إجراءات الصحة المدرسية لحماية الطلاب عن بعض من تسول له نفسه الضعيفة التلاعب بسلامة الأطعمة في الندوة المدرسية لتجيب: يبدأ دور الصحة المدرسية بعد رسو عقد الاستثمار على المستثمر بتطبيق الشروط والمواصفات الصحية وإجراء التحاليل التالية للمستثمر (تحليل دم عام- تحليل بول عام- الإصابة الكبدية وفحص قشق لتحري السل) وفي حال أتت التحاليل سليمة يعطى المستثمر الشهادة الصحية المطلوبة لمزاولة عمله في الندوة المدرسية، ونحن لا نسمح أن يباع في الندوات المدرسية إلا المواد المغلفة من معامل مرخصة من قبل وزارة الصحة ومكتوب عليها تاريخ الصنع والصلاحية، طبعاً ممنوع منعاً باتاً بيع السندويش والفطائر والبطاطا المقلية والفلافل في كل الندوات المدرسية حتى المغلفات التي تحتوي على الأصبغة والمواد الحافظة ممنوعة، ولكن المستثمر يشتريها بسبب الرخص هنا يأتي دور الأهل في توعية أولادهم عن مخاطر هذه الأغذية على صحتهم.
ينفون ونؤكّد
قاطعنا الدكتورة نعمى لنؤكد لها بيع سندويش الفلافل في كثير من الندوات المدرسية ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ندوة الشهيد نديم رسلان نعم وأنا أستطيع أن أذكر مدارس أخرى ولكننا دائماً نقوم بجولات ميدانية إلى جميع المدارس وعندما نلحظ ونرى بأم أعيننا هذه الظاهرة نطالب المستثمر بإيقاف البيع تحت طائلة المسؤولية وهنا يجب أن أنوه بأمر هناك من يبيع الفطائر والسندويش عند باب المدرسة الخارجي وهنا أضع أكثر من إشارة استفهام؟، وهؤلاء ليست مسؤولية الصحة المدرسية وإنما هي مسؤولية البلدية والمحافظة التي يجب أن تأخذ دورها على أكمل وجه في إحدى مدارس سنجوان شاهدت المستثمر يقلي البطاطا ويضعها في علب بلاستيكية وهي ساخنة دون أن يرتدي المريول المخصص والقفازات والعرق يتطاير منه في الحال منعنا هذه الحالة وتأكدنا من أوراق المستثمر وفعلاً تجاوب المستثمر معنا.
ولابد أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية وهي نقص في عدد المشرفات الصحيّات من مدارسنا فمثلاً أنا مسؤولة عن (15) مدرسة و هناك (12) مدرسة لا توجد فيها مشرفة صحية إذاً هناك سوء في التوزيع وقد وضعنا الجهات المعنية بصورة الموضوع ولكن لا حياة لمن تنادي!.
فالمشرفة الصحية في المدرسة هي العين الساهرة وصلة الوصل بين الصحة المدرسية والإدارة وهي التي يجب أن تتابع في مدرستها أحوال الندوة المدرسية وإعلامنا بأي خلل تلحظه ولكن يبدو أن الكثير من المعلمات أجروا دورات إشراف صحي ليريحوا أنفسهم من عناء إعطاء الدروس واعتبروا مهمة أو مسؤولية المشرفة الصحية لا يتعدى الجلوس في الإدارة.
تعدّ البوفيهات مصدراً للوجبات الغذائية في المدارس فهي تعد عنصراً أساسياً للتلاميذ ولكنها وفي ظلّ الواقع العام صحياً وبيئياً ورقابياً هي عبارة عن حافز ومصدر للتجارة والاستثمار وعلى هذا المنحى هل من برامج صحية ورقابية لتلك البوفيهات؟ وكيف نستطيع أن نعلم أن ما يباع من غذائيات أطفال هي أغذية جيدة وقيمتها الغذائية تشكل عنصراً أساسياً في تنشئة التلميذ؟ أم أنّ كلّ ما لا يباع في المتاجر تقوم البوفيهات المدرسية بتصريفه؟.
لم نستطع بلوغ غايتنا
ومن ثم توجهنا إلى مدرسة سمير ياسين ياسين والتي تقع في مشروع ياسين وقصدنا مديرة المدرسة الأنسة /ينب علي/ وطرحنا عليها بعضاً من الأسئلة عن واقع البوفيهات ولكن تم التهرب من الإجابة بطريقة سلبية ثم سألنا عن المشرفة الصحية في المدرسة فأجابت بأنها لا تحضر حتى الساعة العاشرة والنصف وعندما طلبنا منها التعرف على واقع ومكان البوفيه أجابت بأنه مغلق وما يلفت النظر عدم التعاون بشكل كامل والكلام بفوقية حتى لم يؤذن لنا بالجلوس للحديث عن مستوى الخدمات ضمن البوفيه والتي تمس التلميذ بشكل أساسي وكافة الأسئلة لم تؤخذ بعين الاعتبار فهل يكون السؤال أكبر بكثير من إمكانية الإجابة فقد تهربت عن الإدلاء بأي معلومة حول هذا الموضوع.
مرشد صحيّ في كل مدرسة ودور غير معلن
حول دور الجهات المعنية من تربية ورقابة وصحة كان لنا وقفة مع المسؤول عن الندوات في تربية اللاذقية السيد فارس صالح الذي حدثنا عن آلية عمل الندوات المدرسية من ناحية الشروط الأساسية للسلامة الغذائية والصحية والتنظيم والتراخيص فقال:
رقابة الندوات بشكل عام ضمن المدارس منوطة بمدير المدرسة حصراً بالإضافة إلى الإشراف الصحي فيها، حيث يقوم بمراقبة الندوات بشكل يومي ففي كل مدرسة يوجد مرشد صحيّ ومن أحد مهامه الكشف عن الندوة ضمن المدرسة ومراقبة مدى صلاحية الأغذية المقدمة للتلاميذ بشكل يومي وفي حال وجود أي مخالفة يتم إبلاغ مديرية التربية عن ذلك وبعض المدارس لا يوجد لديها مشرفون صحيون فتقوم إدارة المدرسة بالمتابعة أو تكليف من ينوب عنها من الطاقم الإداري وذلك بمتابعة أمور الندوة من صلاحية المواد فإذا وجدت مواد ممنوعة تقوم بإخبار التربية بكتاب رسمي وكل هذا خاضع لدفتر شروط الممنوع والمسموح للبيع، وفي حال ورود شكوى تقوم لجنة متابعة الندوات في التربية بمتابعة الشكوى على أرض الواقع واتخاذ الإجراءات المناسبة عن السعر المخالف ويتم إغلاق الندوة في حال ثبوت المخالفة مدة معينة من /أسبوع- شهر/ حسب المخالفة وقد تم إغلاقها نهائياً في حال تكرار المخالفة مع فسخ العقد مع المستثمر استناداً إلى دفتر شروط استثمار الندوات المدرسية.
وأضاف صالح: إضافة إلى كل ما ورد يوجد رقابة من قبل الدائرة الصحية المدرسية ويرأس الدائرة الدكتور أحمد جمل ومهمة الدائرة القيام بجولات على الندوات المدرسية ومعرفة مدى التزام المستثمر كمظهر خارجي ومواد يقوم ببيعها مع نظافة الندوة بشكل عام، بالإضافة إلى دوريات تموينية لمراقبة الأسعار التي يقوم المستثمرون ببيع موادهم من خلالها حيث تقوم الدائرة بتحديد سعر المواد الغذائية والمشروبات والعصائر وإصدار نشرات حول ذلك.
التلزيم بمزادات علنية
وكافة الندوات المستثمرة في المدارس تعمل بموجب مزاد علني وبأوراق مشروطة وهي شهادة صحية من دائرة الصحة المدرسية وشهادة غير موظف وغير محكوم وإذا كان هناك عامل يعمل في هذه الندوات تطلب من المستثمر شهادة صحية له تحت رعاية دائرة الصحة المدرسية وبناءً على هذه المقترحات نعطيه الشهادة.
وأكد صالح: بأنه خلال هذا العام قاموا بعدة جولات وقد تمّ إغلاق أكثر من ندوة منها ندوة مدرسة /خالد بن الوليد/ لمخالفة دفتر الشروط حيث أغلقت الندوة لمدة أسبوع كامل.
ثم قامت بنظافة الساحة والمواد التي تبيعها ضمن الندوة وكان يوجد التزام في هذا الموضوع، وفي نهاية حديثه تمنّى على كل مواطن يشعر بالغبن بما يخصّ الندوات المدرسية أن يراجع مديرية التربية.
صورة تقليدية ألفناها منذ عقود
وأمام هذا الواقع لا تزال البوفيهات المدرسية في صورتها التقليدية التي ألفناها منذ عقود ولم تمتد يد التطوير إليها ولكن على الرغم من ذلك لا تزال الشكاوى من قبل الأهالي والتلاميذ قائمة وهناك الكثير من الملاحظات عليها، لذلك لابد من برامج توعية صحية وقائية بضرورة التركيز على السلبيات التي يمارسها المستثمرون، حيث يرى الأهالي إنها تشكل عبئاً مادياً وخاصة بظل ارتفاع الأسعار كون لديهم عدد من الأبناء في مختلف المراحل الدراسية.
لذلك لابد من أن تكون التغذية كأولوية ضمن أجندة إدارة المدارس بوضع شروط وضوابط للتعاقد مع مستثمري البوفيه من خلال إجراءات تتم بالتنسيق مع الرقابة الصحية والغذائية مع وجود قوائم للأصناف للغذائية والعصائر والمشروبات بهدف توفير غذاء صحي سليم آمن.

أرباح إدارات المدارس حوالي 60% من الندوات

ولمعرفة آلية عمل البوفيه المدرسي وما يقدمه من خدمات للتلاميذ قصدنا مدرسة/ يوسف فارس في مشروع البعث/ والتقينا الآنسة هلا عدرا/ مديرة المدرسة التي حدّثتنا مستفيضة عما في جعبتنا من أسئلة حول البوفيه المدرسي فكانت أجوبتها صريحة وواضحة فقالت:
البوفيه المدرسي يعمل منذ بداية العام الدراسي وفقاً لمناقصات من قبل مديرية التربية ووفق شروط ونظم قانونية ومما لاشك فيه بأنه يوجد برامج حول كيفية عمل هذه الندوات والمواد التي يتم بيعها بطريقة سليمة وصحية كما يحظّر على أصحاب هذه الندوات بعدم بيع المواد السيئة كونها تختص بأغذية الأطفال فهي تؤثر عليهم سلباً من الناحية الصحية ونحن كإدارة مدرسة نتابع ذلك ونحاول قدر المستطاع من خلال التلاميذ معرفة رأيهم بما تقدمه البوفيه.
وحول سؤالنا عن نسبه الأرباح التي تعود للمدرسة من خلال البيع ضمن البوفيه أجابت: بشكل عام هناك نسبة محدودة تتقاضاها الإدارة من الأرباح بحدود 60% لزوم نشطات مدرسية وبعض النثريات/قرطاسية/ وبعض الإصلاحات ومواد تنظيفية أي بمعنى أن هناك أشياء بسيطة تقوم المدرسة بشرائها من تلك النسب.
وأضافت عدرا: وحول أي شكوى تردنا عن آلية عمل البوفيه إما نقوم بالمعالجة الفورية إذا كانت ضمن دائرتنا أو نقوم برفع كتب إلى مديرية التربية لإجراء اللازم.
ثم قصدنا الإشراف الصحي ضمن المدرسة فحدثتنا المشرفة الصحية/ لين زريقة/ حول آلية مراقبة عمل البوفيه المدرسي قائلة: لدينا برنامج أسبوعي لمراقبة أنواع السلع والمواد الغذائية والعصائر والمشروبات المخصصة للأطفال وكيفية تخزينها وطريقة صنعها ومدى التزام عمال البوفيه بالنظافة والشروط الصحية، حيث يتم وضع ملف أسبوعي حول ذلك، ونحن كإشراف صحي نقوم بشكل دائم بالكشف الميداني على المواد الغذائية الموجودة ضمن البوفيه لمعرفة تاريخ الصلاحية والانتهاء والبضائع المسموح لها وتندرج ضمن المأكولات الصحية المغلفة والمصنعة بشكل نظامي ومنع بيع أي نوع من المأكولات المكشوفة والعصائر المصنعة محلياً والسندويش والأندومي. بالإضافة إلى السكاكر الملونة بالأصبغة، واستخدام عمال البوفيه الكفوف ونظافة الندوة، والمكان التي تعرض فيه المبيعات بشكل يومي، بالإضافة إلى مراقبة أسعار البسكويت والبطاطا وتكون ضمن هامش ربح بسيط يتناسب مع مصروف التلميذ وعدم تعرضها لأشعة الشمس وبعدها يتم عرض تقرير لإدارة المدرسة وتوجيه الملاحظات من قبل مديرة المدرسة مع كشف دوريات التموين بشكل منتظم ودوري.
وبعدها قصدنا بوفيه المدرسة واطلعنا على واقعه العام والصحي وتحدثنا مع المستثمر عبد الله عبد الحميد الذي أفادنا:
منذ بداية العام الدراسي نقوم كمستثمرين بالبيع وفقاً لشروط وآليات متعاقد عليها مسبقاً مع الطرف الأول وهو التربية ونحن بشكل عام ملتزمون بذلك ونقوم بمزاولة المهنة صحياً وأخلاقياً وإنسانياً وبدورنا رأينا النظافة جيدة والترتيب شبه مقبول والخدمة لابأس بها.
والتلاميذ يشترون من البوفيه كالمعتاد حيث قال: هناك مراقبة دائمة على آلية عملنا ومدى التزامنا بالشروط الصحية وكما تقوم لجان من خارج المدرسة تابعة لمديرية التربية والصحة ومديرية التجارة وحماية المستهلك للاطلاع على الواقع العام الخدمي والسعري والصحي، تقوم بها كل/10-15 يوماً/ ويتم مراقبة البوفيه من ناحية الجودة والصلاحية والمنشأ.
عصا الضبوط … «دخـّان وماء مجهول المصدر»
إنها واحدة من الحلقات المتصلة في سلسلة مراقبة عمل الندوات المدرسية وبناء الدرع الذي يحمي الطلاب من استغلال أرتكب هنا وجشعٍ هناك إنها مديرية التموين فهل يقتصر دورها على كتابة الضبوط التموينية جريدة الوحدة التقت الدكتور أحمد نجم مدير التموين فقال:
تخضع الندوات المدرسية لرقابة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك حيث يتم تكليف دوريات مراقبة لتكثيف الرقابة على عمل هذه الندوات وقد تم تنظيم (35) ضبطاً مخالفاً الشهر الماضي بحق العديد من الندوات في الكثير من مدارسنا والمخالفات متنوعة منها:
وجود مواد منتهية الصلاحية- عدم وجود بطاقة مواصفة البيع بسعر زائد- بالإضافة إلى ضبط مادة الدخان في تلك الندوات وبيعها لطلابنا الأعزاء ولا يقتصر عملنا هنا بل يتعداه لمراقبة ومتابعة عمل كافيتريات الجامعة حيث نظمنا في الجامعة ضبوطاً مخالفة كان منها وجود الماء المهرب المجهول المصدر وعملنا يقتصر على تنظيم هذه الضبوط المخالفة وإحالتها للقضاء المختص للبث بها وقد نوّه نجم بضرورة تعاون كافة المدارس في المحافظة سواءً في المدينة أو المناطق والقرى مع مديرية التجارة وحماية المستهلك والإبلاغ عن أي مخالفة تحصل فأعداد المدارس كبير جداً لذلك فالتنسيق والتعاون أمران في غاية الأهمية لنتمكن من أداء عملنا بإتقان وعلى الوجه المطلوب.

«الندوات» أخبارها من صغارها

رغبنا أن نتقصى الحقيقة أكثر من خلال معرفة رأي الأهالي وبعض الشرائح الأخرى
نوعيات رديئة
وللوصول إلى معرفة حقيقة البيع والشراء والجودة ضمن هذه الندوات تحدّثنا إلى تلاميذ صغار وطلّاب كبار من عدّة مدارس أبدوا عدم قناعتهم بما تقدمه هذه البوفيهات من مواد كالبسكويت والشيبس والشوكولا والعصائر حيث قالوا بأن البوفيه يبيع/مصاص وسكاكر/ بنوعية رديئة وهي غير جيدة وبأسعار مضاعفة عن أسعار السوق ولكنهم ملتزمون بالشراء من البوفيه وهناك عدة آراء من تلاميذ قالوا: نحن نشتري بشكل اعتيادي كل يوم من البوفيه من دون وجود ملاحظات حولها كما أكدت تلميذة: إن هناك نافذة واحدة للبيع والشراء ويلاحظ أمامها عدد كبير من التلاميذ يتدافشون من أجل الشراء فيقوم بائع البوفيه بالصراخ عليهم.
الندوات مشروع استثماري
كما التقينا بعض أولياء الأمور لاستبيان رأيهم حول البوفيه المدرسي:
/محمد علي/: نحن نطالب بتحسين البوفيه في المدارس فهي غائبة عن الرقابة الخدمية والتموينية وأكد بأن المنحى العام لتلك الندوات هو تجاري أكثر مما هو خدمي بالتأكيد على أنها مشروع استثماري وربحي ونلاحظ مدى افتقار البوفيهات لأدنى الشروط العامة من حيث الموقع والتنظيم والنظافة والخدمة وكافة الشروط العامة لصحة التلاميذ ونّوه بوجود الكثير من غذائيات الأطفال التي لاتباع في المحلات ويتم بيعها ضمن بوفيه المدرسة وتُباع بأسعار مرتفعة حيث لاحظت بأن أولادي يشترون سلعة نادراً ما يتم بيعها ضمن البقاليات ومحلات السوبر كما أن الكثير من أغذية الأطفال التي لا يبقى على انتهاء صلاحيتها بضع أشهر تُباع ضمن بوفيه المدارس.
مخالفات كثيرة
/صلاح دياب/: البوفيهات المدرسية لا تلتزم بالشروط والتعليمات الغذائية والصحية فالكثير من أطعمة وأغذية الأطفال ذات نوعيات سيئة وغير صحية واصفاً إيّاها بأنّها عبارة عن دكان «تجارة وربح واستثمار» فقط أبطالها التلاميذ وأكد بوجود مخالفات كثيرة في السندويش وأغذية الأطفال والمشروبات وأن أغلب المخالفات تبدأ من حيث المكان وجودة المواد الغذائية ورداءة الغرف التي يتم البيع فيها فالرفوف والخزائن غير جيدة وهي لا تنظف والعاملون على مراقبة ذلك لا يوجد لديهم برنامج أسبوعي أو شهري أو تقرير عام حول آلية عمل تلك البوفيهات وإعلام الأهل بذلك.
مخازن وليست ندوات
كما وتصف/خلود حسن/ بأن البوفيه المدرسي عبارة عن غرفة صغيرة سقفها مستعار/توتيا/ تشبه المخزن ولا يوجد فيها نوافذ تهوية باستثناء شباك البيع وهي بوضعها الحالي غير ملائمة لحفظ الأغذية وعند إغلاق الباب تفقد التهوية وهذا أمر غير صحي ولا يوجد أي براد لحفظ العصائر والشوكولا وأي نوع من الأغذية التي تحتاج إلى البرودة لحفظها والبوفيهات لا تخضع لمعايير الصحة الجيدة فهل يعقل أن توجد نافذة واحدة لبيع مئات التلاميذ؟ وأمام هذا الواقع السيئ كيف نستطيع أن نقنع أطفالنا بعدم ما يباع بهذه الغرفة وللأسف لا يوجد في مدارسنا أماكن مخصصة لشيء اسمه بوفيه بشروط صحية وبيئية وغذائية، فهذه الأماكن لاتوجد في مدارسنا بالإضافة إلى عدم التزام المستثمرين بالأسعار فغالبية المدارس تبيع أغذية الأطفال بأسعار غير موازية لأسعار السوق فأسعار البيع تحقق أرباحاً على حساب مصروف التلميذ، مما نضطر إلى تزويد أطفالنا بالسندويش وبعض البسكويت والشيبس لعلمنا بمصدرها وسعرها.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار