الوحدة 3-9-2022
يثقل شهر أيلول كاهل الأهالي ويضيف إلى أعبائهم الكثيرة والمضنية عبئاً آخر ثقيلاً عليهم، وهو عبء المدارس وهموهها وتأمين احتياجاتها لأبنائهم من لباس ودفاتر وكتب وأقلام وحقائب وطلبات للأبناء تبدأ ولا تنتهي، وفي هذا الصدد وخلال جولتنا على بعض المكاتب في مدينة القرداحة، قالت السيدة رنا غانم وهي أم لثلاثة أبناء: معاناتنا هذه الأيام هي معاناة كل عام، ولكن هذا العام المعاناة مضاعفة بسبب غلاء الأسعار، وعلى الرغم من شرائي لبعض الحاجيات قبل موجة الغلاء الحالية، حيث قمت بشراء بعض الدفاتر والتجليد، إلا أنني لم أنفد بريشي كما يقال، فهناك بعض الأشياء التي لابد من شرائها وقد تمكن منها الغلاء، حتى الأقلام باتت بالنسبة لنا عبئاً، خاصة وأن لدي ثلاثة أطفال وكلهم بحاجة إلى أقلام وألوان ودفاتر، وبالنسبة للحقائب فقد قمت بترقيع حقائب العام الماضي، وأنا أدعو الله أن تكمل معهم هذا العام.
أما الملابس فهي قصة حزن أخرى فكل طفل يحتاج إلى ٨٠ ألف ل.س كحد أدنى بين البنطال والقميص والحذاء، ولهذا تبقى أمنياتنا أكبر بكثير من احتياجاتنا. وشاركتها المعاناة السيدة سوزان خرما وهي أم لطفلين وليس لديها سوى راتب زوجها الذي لا يكفي حاجيات طفل واحد، لافتة أنها اشترت لابنتها في الصف الثاني دفاتر فقط بأكثر من عشرة آلاف ليرة وبنطال ب ٢٥ ألف ليرة، ومريول مدرسي أيضاً ب ٢٥ ألف ليرة وحذاء للمدرسة ب ٣٠ ألف ل.س، مشيرة أنه رغم كل هذا الدفع ولم تتحدث بعد عن الحقيبة والألوان والأقلام والتجليد وأشياء أخرى كثيرة، مؤكدة أن المعاناة كبيرة خلال هذا الشهر في تأمين كل مستلزمات الأبناء المدرسية، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة ولا قدرة لنا على شراء كافة حاجيات أبنائنا الضرورية.
السيد منير صاحب إحدى المكتبات في القرداحة أشار إلى أن اسعار القرطاسية المدرسية تتراوح حسب النوعية والجودة وحسب طلب الناس لها، وضرب لنا مثلاً أسعار الحقائب المدرسية نوع ليكسي التي يبيعها وفق تسعيرة المصنع، تتراوح مابين ٥٠ ألف و ٨٠ ألف ل.س، موضحٱ أن هامش الربح المسموح به هو ١٥٪، ولفت أن التجار الكبار الذين يوزعون البضاعة يبيعونها كل يوم بسعر أغلى مما سبقه ويطلبون ثمن بضاعتهم مباشرة، ولكن صاحب المكتبة يبيع زبائنه بالدين أغلب الأحيان، حيث راتب الأسرة الواحدة لايكفي أحياناً لشراء أكثر من حقيبة، ولهذا وبسبب هذه الظروف الصعبة وكون الزبائن أغلبهم من المعارف والأقارب يييعهم بالدين والتقسيط إلى أجل غير مسمى.
فيما وضح السيد رامي فاضل صاحب مكتبة أخرى بأن أسعار الأقلام تتراوح مابين ٣٠٠ و١٠٠٠ ل.س، وعلب التلوين الخشبية مابين ١٠٠٠ و٤٥٠٠ ل.س وسعر المقلمة مابين ٢٨٠٠ و١٢،٥٠٠ ليرة، أما الدفاتر فأسعارها حسب نوعيتها وجودة أوراقها، مثلٱ سعر دفتر الكرتون سلك ٧ صفحة يباع ٢٥٠٠ ل. س، بينما يباع دفتر المغرز ٨٠ صفحة ب ٢٢٠٠ ل.س، ومتر التجليد يكفي لثلاثة كتب فقط ب ١٥٠٠ ل.س، وأشار إلى أن حركة الشراء أخف من السنوات السابقة بكثير، حيث يشترون حسب الحاجة والضرورة فقط في ظل هذه الظروف الصعبة، كما أن كل نسبة الهامش المتروكة لصاحب المكتبة لاتغطي إلا جزءاً بسيطاً من أسعار النقل حيث يدفع مايفوق ١٠٠ ألف ل.س لنقل بعض البضائع والمواد التي يشتريها من اللاذقية، وأن العمل في هذه الظروف مثل أعمال السخرة بلا فوائد ترجى.
فيما تأفف بعض من التقيناهم بحديثنا رافضين الكلام بحجة أنه لن يتغير أي شيء ولن تنخفض الأسعار مهما صرخوا لأن كل مايقال عن تخفيض الأسعار بما يتناسب مع الدخل مجرد كلام ليل يمحوه النهار.
سناء ديب