صوت الوحدة….وطن يفترش سـواد العيون

العدد: 9328

الأحد: 7-4-2019

 

 

على كلّ الجبهات، تمضي سورية الحبيبة بخطوات كبيرة وواثقة على طريق استعادة عافيتها، وامتلاك مفاتيح المستقبل بهمّة عالية، وبإصرار متزايد على إعادة إعمار ما هدّمه الإرهاب في الحجر وفي البشر..
لا نتحدث عن حالة مثالية، ولكن لا نرتدي التشاؤم، وبين هذا وذاك هناك أمور كثيرة تستحق أن نلقي الضوء عليها وهذا ما سنفعله ضمن خطة عمل مدروسة، نلتقي فيها مع قطاعات العمل والإنتاج وكلّ طرف بأدواته وبما يستطيع أن يقدّمه..
لم ولن نغمض أعيننا عن أي تقصير عندما يتعلّق الأمر بنا كمواطنين، ما دمنا نقوم بواجبنا، وما دامت الجهات الخدمية مسؤولة ومطالبة بالدور المناط بها، ولكن علينا أن ننظر بكلتا العينين، وأن نقف بـ (حيادية) تجاه الحقيقة، وأن نُخضع كل التفاصيل للمحاكمة الموضوعية والعقلانية..
في بلد يفترش سواد العين، ويمخر شغاف القلب، كلّنا معنيون بمستقبله، مسؤولون عن إعماره، مشاركون في حمايته، تجمعنا تفاصيله، وتقرّبنا اختلافاته، وتحصّننا تشعّباته، وعلى هذا الأساس، واقتراباً أكثر من إيجابيات من واجبنا تعزيزها، سننطلق إلى مواقع العمل في محافظتي اللاذقية وطرطوس، ننقل لكم الوقائع، نساعد القائمين عليها في تحفيز خطواتهم وشدّ عزمهم، وأي بناء يرتفع سنبارك إنجازه ونوثّق مفرداته..
تتطلب الجهود الحالية الكثير من الغيرية الوطنية، وأن ينظر كلّ فرد على أن دوره مهم ومؤثر، وألا نقلل من أهمية ما نفعله وتأثيره على مجمل هذه العملية، ويخطئ من يعتقد أنه خارج المعادلة.
من عامل النظافة إلى المخطط الاقتصادي، ومن تلميذ المدرسة إلى الطالب الجامعي، مروراً ببائع القهوة وسائق سيارة الأجرة، وصولاً إلى الإعلام والفكر والثقافة، علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا يتوجّب علينا؟
الجواب هو الخطوة الأولى على طريق إعادة الإعمار، والبحث عن أدوات التنفيذ ومن ثمّ التنفيذ هو الخطوة الثانية والأصعب، والأهمّ هو التقييم بشكل منطقي، لتتوج المحاسبة الفعلية هذه العملية، وإن لم نراعِ هذه المراحل بتسلسلها الموضوعي فستغلّف الفوضى عملنا وسنرمي التهم على مراحل زمنية ستتعاقب ونحن نغرق في الكلام ونبتعد عن الفعل.
في كلّ بقعة من هذا الوطن الغالي تعبق رائحة الشهادة، وعند كلّ منعطف أو زاوية يغفو جرح لا يندمل إلا إذا دُفعت فاتورته عملاً منتجاً يورق خيراً يعمّ على الجميع.
إن ما بذله جيشنا العربي السوري من تضحيات، وما أنجزه على أرض الواقع في مواجهة شتى أنواع الإرهاب والتآمر يستحق منّا أن نتخلى عن ذواتنا، وأن نرتقي بعملنا إلى ما يقترب من الوفاء له، وإعادة إعمار سورية هي بمثابة إعلان النصر النهائي على هذه الحرب الكونية التي فُرضت علينا، ولولا دماء من ارتقى شهيداً، ومن افتدى الوطن جريحاً ومن مازال قابضاً على الزناد لما انطلقت ورشات البناء ولما كان بمقدورنا أن نخطط ونبني ونعيد الإعمار..

غانــــــم محمــــــد

Ghanem68m@gmail.com

تصفح المزيد..
آخر الأخبار