العدد: 9274
الاثنين 2019/1/21
الكاتبة: د. غيثاء قادرة
تتابعُ موجاتِ السَّماء، وعلى أهداب السّحاب العطاش تردِّد: هاتها برداً، هاتها ناراً فلتُطفأ جمراتُ الحنين، هاتها جسراً يمرُّ، يعبر الوجود، أخيلة النور وأنت تفتِّتين الغمامَ إلى مطر، وتحيلينَ عيونَ الله في جعبِ السَّماء عناقيدَ زبد، رأفةً بخفايانا الرَّاقدة تحت سطوعِ المُقل, أما علمتِ أنها أرواحنا، وأنها تناجي من تاريخ رَقَد أخيلة النور، وأنت تسحُّين من غيوم البراح جبابرة السنين، وتصرخين، خذها مني رعوداً محمَّلة بآه وأنين، أما علمت أن رسالاتُك تُفَضُّ مضاجع السنين، وتُهدي للصخور حمولاتٍ من غضب، وتعيد لدنانير الضوء فجرها، وللَّيل منها كلُّ العتب، صراخكِ أعتقَ النخلَ من فيافيه، كما ينعتق الجنين من أكسير الرحمة، لعمري هو صراخُ عليٍّ عظيم، صراخ طهّر من فيافي القلوب، جورَ السنين، وأمات في بعضها التيه ورضاب الأنين، لعمري هو صراخ المَعين في عيون المُعين، هو تخارجات الروح من فوضى الحياة، هو تطهير كل آت هو … عساه استيلاد فيوضات الخصب من عري الشجر, وعساه فيوضات الحنان من قلوب عرَّاها الزمان, عساه المُعينُ يغذِّي مَعينَه, لنمضي ونمضي في ساح الوجود نعتق َ الأمل ونعانق العمل.
عساه السبيل لا يحدُّ بصيرتنا عنه حدٌّ ولا البصائر، هكذا سقنا السؤال, وانتظرنا من الله الجواب، ألاَّ يطول الانتظار, أن يكتسي الأرض خصب وبراح, أن تعمَّ البشرى نفوساً وأقاح, أن يغدق الربيع خيراته أرضاً وسماء, أن تودّع النفوس الظمأ, ومن عيون الله ترتوي، لأنها الأرض نبع الحنان, أو لا يليق بالأم الحياة؟