الوحدة: 25- 8- 2022
الأعمال الزراعية باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على شريحة كبيرة من المزارعين من ارتفاع الأجور وأسعار المواد المستخدمة لدرجة بدأنا نلاحظ ظاهرة جديدة وهي هجر بعض المزارعين لأراضيهم حيث لاطاقة لهم على تكاليفها والبحث عن أعمال بديلة لتأمين مصروف يومي يسد رمق حياتهم اليومية.
كعادتنا نسلط الضوء على الوجع بشكل مباشر بلقاءات مع مزارعين منهم من ترك العمل الزراعي، ومنهم من يتابع على أمل أن يكون القادم من الأيام يحمل معه الأفضل للأعمال الزراعية وخصوصاً نحن بلد زراعي ودائماً نشجع على الزراعة.
المزارع سامر مهنا من قرية الحوران في ريف جبلة قال: أنا ورثت الأرض عن أبي وجدي، وفي الماضي كان الاعتماد في حياتنا اليومية على ماتنتجه الأرض من السنوات الماضية، لكن ما وصلنا إليه الآن من تراجع كبير في الأعمال الزراعية بسبب الارتفاع الهائل في تكاليفها سواء أسعار مبيدات زراعية وأدوية وأجور يد عاملة وأجور نقل إلى أن وصلنا إلى ارتفاع أجور حراثة الأراضي، هل هناك عقل بشري يستوعب أن أجرة الدونم الواحد (٥٠ ) ألف ليرة سورية سكة واحدة (وإذا ما عجبك دور على غيري)، وحجة صاحب الجرار أنه يحصل على مادة المازوت من السوق السوداء ومخصصات البطاقة الذكية لاتكفيه لعمل يومين.
انا كمزارع لا أستطيع تأمين باقي المستلزمات للمتابعة بالزراعة، فأنا لست موظفاً وعندي أولاد ويحتاجون لمصاريف كثيرة وهذا دفعني للبحث عن عمل بديل بشكل يومي.
المزارع رامز قابقلي من قرية البساتين في ريف جبلة قال: كل يوم يمر يكون أسوأ من قبله ، فهناك ارتفاع جنوني بتكاليف الأعمال الزراعية لاندري كيف سينتهي هذا الموسم؟! يكون عندك الحماس للزراعة لكن مع الأسف مع بداية أول عمل تقوم به للبدء بالزراعة تصاب بإحباط وحزن شديد، عندي أربعة دونمات وهي مشجرة وعندما قمت بحراثتها دفعت (٢٠٠) ألف ليرة لصاحب الجرار وعند اعتراضي على هذه الأسعار قال جهز مادة المازوت وسيكون لك سعر آخر.
سمعنا كثيراً عن توزيع مادة المازوت عن طريق الوحدات الإرشادية ولكن للأسف كأنها مخصصة لفئة معينة من المزارعين رغم مراجعتنا لها أكثر من مرة لكن دون فائدة إلا بالوعود الكلامية هذا على مستوى حراثة الأرض، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية الجنوني في حال وجدت وفقدانها بشكل عام، وأبو زيد خاله من يقوم برش الأسمدة، لاندري من أين سنقوم بتأمين مصروف الزراعة، حتى مصروف أسرنا اصبح عبئاً ثقيلاً علينا؟! نحن لانستطيع العمل إلا بالزراعة ولكن الكلام الذي نسمعه من بعض المسؤولين عن دعم الزراعة لانراه إلا على الورق ونسمعه بلقاءاتهم.
المزارع مضر العلي من قرية كفردبيل قال: أنا مزارع منذ خمسين سنة وأعشق الأرض والعمل بها لكن ما وصلنا إليه من كره للعمل الزراعي بسبب الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج الزراعي في السنوات الأخيرة ومردودها البسيط أجبرت على ترك العمل الزراعي وامتنعت عن حراثتها، وتركت الأعشاب البرية تأخذ راحتها فيها، فلا قدرة لي على حراثتها وأجرة الدونم لسكة واحدة (٥٠) ألف ليرة سورية وهي مشجرة لكنها تحسب فارغة، ولا أستطيع تأمين مادة المازوت لأخفف من ثمن حراثتها هذا دفعني لتركي العمل بأرضي والبحث عن عمل في أراض زراعية أخرى عند أشخاص عندهم القدرة على تأمين مستلزمات الزراعة، وبنفس الوقت أكون عاملاً أوفر من أن أعمل بأرضي، ” الله يرحم أيام زمان ” كنا نعشق الزراعة ونندفع بقوة للعمل بها لكن الآن انقلب الأمر، على الرغم من سماعنا بالتشجيع على الزراعة وتقديم التسهيلات لكن مجرد كلام!!!!
غانه عجيب