مما قاله زياد الرحباني في الفن وفيروز والرحابنة والصحافة والحياة والمرأة والزواج والأولاد والسياسة..

الوحدة: 4- 8- 2022

(1 من 2 )

زياد الرحباني، عدا عن كونه وريث الأخوين الرحباني، اللذين صنعا لبناناً آخرَ، بخيالهما، وبعزف الروح المحلقة، المجنونة، المأخوذة بوهج الخلق والابتكار، وبشدو الكلمة، بهذا الخليط من الدهشة، ابتكرا، ذلك اللبنان، الذي هو:(قطعة من السما)، أو كما لو أنه خارج خريطة الواقع، أو كما لو أنه حلم بحجم الحلم، وعدا عن كون (صاحبة الصوت الملائكي)، التي تحتلّ بصوتها، صباحاتِ الناس، في مشرق الأرض ومغربها ومهجرها، هي التي احتضنتْ نبضَه، بحنان الأم، وحنان الأنثى البسيطة/ الفنانة، الحالمة المبدعة.. بعيداً عن كل ذلك، زياد الرحباني هو نسيج وحده، في كلّ شيء، وثمة جيل مضى، كان يتسمّى باسمهِ، تعلقَ بكلّ ما يُبدعُهُ هذا الزياد (الفلتة)..

من حواراتٍ ولقاءاتٍ كثيرة، ولساعاتٍ عديدة، كان هذا البوحُ العفوي لزياد الرحباني، ورأيه الصريح بالفن وفيروز والرحابنة والصحافة، والحياة والمرأة والزواج، والأولاد والسياسة:

* الناس ينظرون للفنان، على أنّ له هالة، وعلى أنّ الفنانين جماعة ينزل عليهم الوحي، ويستغربون (كيف بيطلع الفن معنا، وكيف بتطلع معنا الموسيقا والألحان والأغاني).. يا سيدي، بقليل من الإحساس الشرقي، يمكن تركيب كلمات على أغنية أو لحن أجنبي، فتتحوّل إلى أغنية شرقية، مثل (روح خبّر عني وقول شي معقول).

* الرحابنة صوّروا، بأعمالهم، (الجبال اللي ما بتنطال)، والطبيعة حالمة، ليس فيها إلا (كلشي حلو).. وصدق ومحبة وتعاون وبراءة وقداسة.. وهي قطعاً غير ذلك ..

* الآلات الغربية، هم من اخترعوها.. والربع علامة موجودة، فقط تحتاج لإحساس شرقي، ويمكن التحايل، أثناء العزف، وتحويل الغربي إلى شرقي، على الآلات الغربية.

طفولة زياد:

* كنت أهرب من المدرسة كي أحضر سينما، وأدور في الأسواق، وأجلس في الحدائق، (جنينة الصنايع)..

* في طفولتي، أنا وإخوتي، كنا لا نتحرك من المنزل، وخاصة إذا كان عند أمي وأبي حفلة، مع التنبيهات الكثيرة (انو أوعا تتحركوا لمحل).

* الكيميا، كانت تحتاج لحفظ، أكثر من الفهم، لذلك لم يكن بيني وبين( الكيميا) (كيميا)، ثم ماذا ستفيدنا (الكيميا) بالحياة.. ولذلك سقطت، (رسبت) في البكالوريا/ قسم ثانٍ..

* أجواء منزلنا كانت مشحونة بالخلافات، بين فيروز وعاصي. وعيت ذلك في طفولتي الثانية، لذلك طلعت من البيت، وبحثت عن عمل، واستأجرت بيتاً، وصرت أعمل عازف بيانو، مع فرق موسيقية مختلفة، ووالدي (مشْ فارقة معه)، أما أمي، فكانت تحب أن أكمل المدرسة، وإذا (زبطتْ معي الموسيقا فما من مشكلة أيضاً).

* عنه يقول عمه الراحل منصور الرحباني: زياد تربّى تربية هنية،وكان مدللاً، وذكياً، وسريعَ الالتقاط. انتبهَ لحزن الوجوه، ولتعاسةِ الناس.أراد أن يعيش حياة الناس، التعساء الفقراء.. ويختبر حياتهم. زياد يحمل تجربة.

* لا أحب المسرح باللغة الفصحى. ماذا أقول للبائع: أيها البائع ماذا لديك؟ هل ثمة علكة عندك؟ المسرح اللبناني لبناني والسوري سوري والمصري مصري..

* ضروري يكون العازف (مسلطن) وهو يعزف، حينها يمكن أنْ يضيف تغريدات، يسلطن بها الجمهور، الذي يصغي له.

* الأخوان الرحباني كانا مديونين، وهناك بنوك تعرف ذلك..

* كان (عاصي)، والدي، يأخذ رأيي بألحان، يضعها لأغنيات فيروز، لكنه لم يكنْ يهتمّ بالعلامات، التي أحصل عليها، حتى أنه، مرات، كان يجهل بأيّ صف أصبحت!!!

يتبع..

جورج إبراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار