الوحدة -نعمان اصلان
اضطرت الأزمات التسويقية التي عاشتها المحاصيل الزراعية التقليدية في الساحل السوري، ولاسيّما الحمضيات المزارعين إلى البحث عن زراعات أخرى تحقق لهم الريحية التي يستطيعون من خلالها تأمين متطلبات العيش الكريم لهم ولأسرهم.
المزارع محمد الكنج واحد من هؤلاء الفلاحين في جبلة الذين نتحدث عنهم والذي عانى خلال الفترة الماضية من أزمة تسويق الحمضيات التي ألحقت خسائر كبيرة بالمزارعين الذين لجأ الكثيرون منهم لقلع أشجار الحمضيات والاستعاضة عنها بزراعات بديلة أو داعمة، مثل ( استوائيات – أزهار قطف..).
زراعة الحور
وأمّا الزراعة التي اختارها الكنج فكانت زراعة الحور وهي الزراعة النادرة في الساحل والتي يبرر الكنج أسباب اختياره لها بالقول: إن السبب الرئيسي لاختياري هذه الزراعة هو الهروب من الحمضيات، أما الأسباب الأخرى فتكمن في جدواها الاقتصادية باعتبار النبات له استخدامات عديدة، منها: صناعة الأثاث المنزلي والمفروشات والنشارة والمداجن، وغير ذلك من الاستخدامات الأخرى.
وبين الكنج في التفاصيل المتعلقة بهذه الزراعة أن الدونم الواحد يستوعب ٣٠٠ شجرة، وأنّ وزن كل شجرة عند النشر يصل إلى ٧٠٠ كيلو، وإنتاجية الدونم الواحد تصل عند القيام بعملية القص الأولى التي تبدأ بعد ٧ سنوات، تصل إلى ٧٠٠ كيلو غرام على الأقل، حيث تلعب الخدمة التي تقدّم للشجرة من سقاية، وري، وتقليم، وتعشيب في بداية الزرع، ومكافحة الأمراض التي تصيب الشجرة مثل المن القطني والدود في تحديد وزن الشجرة وجودتها.
تنويع المحاصيل
وختم الكنج حديثه بالإشارة إلى أن تجربته مازالت في بدايتها، معرباً عن أمله بأن تلقى النجاح، داعياً الفلاحين إلى عدم الإعتماد على محصول واحد، وإلى تنويع المحاصيل التي يزرعونها، وإلى تجريب هذه الزراعة المعروفة في محافظات أخرى، والتي تتم للمرة الأولى في الساحل.
لكنّه أكّد على أن يكون اعتماد تلك الزراعة جنباً إلى جنب مع الزراعات الأخرى وليس بديلاً عنها، بعد الإشارة إلى قيامه بتنفيذ مشروع آخر لزراعة الجوز بمساحة وصلت إلى ١٠ دونمات، لافتأ إلى جني طن من ثمار الجوز هذا العام من مشروعه الذي وصل عمره إلى ٦سنوات.