التدخين وأضراره على الصحة

الوحدة- عواطف الكعدي

 

لا يُعدّ التدخين ظاهرة حديثة، بل هو آفة متنامية لا دواء لها سوى الوعي والإرادة، ففي الماضي كان مقتصراً إلى حدّ كبير على الرجال، أما اليوم فقد امتدت مخاطره لتطال النساء والأطفال على حدّ سواء. وانطلاقاً من أهمية هذا الموضوع، أجرينا لقاءات مع عدد من المواطنين للوقوف على آرائهم وتجاربهم.
يقول عمار أبو قسورة: عندما أدخّن لا أشعر بأي شيء، ولا أستسيغ الطعام، وأدرك تماماً أن التدخين سلوك سلبي، إلا أن السيجارة أصبحت بالنسبة لي نصفاً آخر من حياتي، ونوعاً من المظهر الاجتماعي أمام الناس. غير أنّني اتخذت اليوم قراراً حاسماً بالإقلاع عن التدخين.
أما السيدة أم تمام فتقول: أعترف بما تحمله السيجارة من أخطار صحية ومادية، وأعلم أن النساء، ولا سيما الحوامل، أكثر عرضة لأضرار التدخين وما يخلّفه من آثار خطيرة على الجنين. ورغم ذلك ما زلت أدخّن، إلا أن مسألة الإقلاع عنه تشغل تفكيري باستمرار، وسأحاول الامتناع عن هذه العادة لما تحمله من مخاطر على الجسد والعقل واستنزاف للمال.
من جانبها، تشير المعلمة أم محمد إلى أن الكثير من الشباب يدركون أضرار التدخين، ومع ذلك يقبلون عليه في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، ولا سيما بسبب البطالة والفراغ. كما أن هناك أطفالاً يقلّدون آباءهم دون وعي بخطورة ما يفعلون، ما يشكّل تهديداً حقيقياً لطفولتهم، وهنا يبرز دور المدرسة ووسائل الإعلام والأسرة في التوعية والمساهمة في الحدّ من هذه الظاهرة.
وحول الأضرار الصحية للتدخين أوضحت الدكتورة آسيا الرحية رئيسة المركز الصحي في جامعة اللاذقية أن التدخين ينطوي على مخاطر جسيمة، منها الإصابة بسرطان الشفة وتصبّغ الأسنان، ولاسيما لدى كبار السن، إضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع العقم عند الرجال، وسرطان الرئة وسرطان البنكرياس، كما يؤثر التدخين سلباً في صحة العين، إذ يسبب جفافها ويزيد من خطر الإصابة باعتام العدسة والتهاب القزحية. أما المدخّن السلبي، فهو معرّض لهذه الأضرار كغيره نتيجة استنشاقه دخان السجائر.
وفي الختام، يمكن القول إن السيجارة هي شيطان الحضارة، تفتك بالصحة وتستنزف المال وتثقل كاهل العيش، وكل شخص مدخن قادر على الإقلاع عنها متى امتلك العزم والإرادة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار