الوحدة ـ رنا غانم
حصلت مؤسسة “فريق الأمل وصناع الحياة” بإدارة الأستاذ مصطفى عدوية على الترخيص الرسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لتباشر عملها كمؤسسة مجتمعية غير ربحية تهدف إلى تقديم الخدمات الإنسانية والتنموية لمختلف فئات المجتمع، ويؤكد القائمون على المؤسسة أن عملها يأتي في إطار مجتمعي بحت، حيث تعتمد على مشاركة الشباب وتنظيم الجهود التطوعية ضمن لجان متخصصة جرى تشكيلها لتغطي معظم احتياجات المجتمع.
وأشار عدوية إلى أن المؤسسة تضم لجاناً طبية وتربوية وإغاثية وخدمية ومهنية، تعمل جميعها ضمن اختصاصاتها فكل لجنة مؤلفة من أصحاب خبرة واختصاص، فاللجنة الخدمية تعنى بكل ما يخص تجميل المدينة وتحسين واقعها الخدمي من إنارة ونظافة وزراعة أشجار، بينما تعمل لجنة الإغاثة على تقديم المساعدات للأسر المحتاجة، كما يوجد لجنة مهنية تضم حرفيين من نجارين وحدادين وغيرهم، بهدف مساعدة العائلات الفقيرة على ترميم منازلها أو إصلاح ما يلزمها من أعمال أساسية قدر المستطاع.
أما اللجنة التربوية فهي مؤلفة حصراً من مدرسين وأساتذة وتعمل على زيارة المدارس والاطلاع على احتياجاتها، إضافة إلى تنظيم ندوات تربوية وتعليمية واستقدام مختصين وأكاديميين لإقامة محاضرات موجهة للمدرسين والطلاب، بما يسهم في دعم العملية التعليمية وتطويرها، وفي الجانب الصحي تقوم اللجنة الطبية بتنظيم عيادات طبية جوالة تجوب القرى بمعدل عيادة واحدة كل يوم جمعة، وذلك بالتعاون مع الدفاع المدني والمشفى الوطني، حيث يتم تأمين سيارة مجهزة بالكامل تضم أطباء من اختصاصات مختلفة إلى جانب صيدلية تحتوي على أدوية تقدم مجاناً لأهالي القرى.
ونوه عدوية إلى أن المؤسسة بدأت أولى نشاطاتها الميدانية بحملة تشجير على كورنيش بانياس حيث تم غرس 200 شجرة، إضافة إلى تنفيذ أعمال تشجير في بعض المدارس التي تمتلك مساحات خضراء، وذلك بهدف تحسين الواقع البيئي والجمالي للمدينة.
وفيما يتعلق بآلية التمويل أكد عدوية أن المؤسسة تعتمد على مبدأ المشاركة المجتمعية لا التبرع، إذ يساهم أعضاء الجمعية البالغ عددهم نحو 50 عضواً بمبالغ رمزية للانطلاق بالمشاريع، ثم يتم طرح المشاريع لاحقاً على شكل أسهم تحمل أسماء محددة وقيم مختلفة بما يتيح تغطية التكلفة الإجمالية لكل مشروع بعد أن يلمس الأهالي نتائج العمل على أرض الواقع.
وأوضح عدوية أن المؤسسة استطاعت كسب ثقة المجتمع من خلال تنفيذ مشاريع خدمية ملموسة، الأمر الذي شجع الأهالي على المشاركة والدعم، كما تلقت المؤسسة عروض مساعدة من سوريين مقيمين خارج البلاد ومن جهات خارجية على شكل هبات ومشاركات، مع التأكيد على أن المؤسسة غير ربحية ولا تهدف إلى تحقيق أي مكاسب مادية بل تركز على تقديم الخدمات وتعزيز روح التعاون المجتمعي.
وتعمل مؤسسة “فريق الأمل وصناع الحياة” بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية كمجلس مدينة بانياس وإدارة المنطقة والمشفى الوطني، لا سيما في الحملات الطبية المجانية مع الحرص على عدم السعي للظهور الإعلامي والاكتفاء بذكر اسم المؤسسة وتوجيه الشكر لكل جهة تتعاون معها، أما عن نشأة الفكرة فيبين عدوية أنها بدأت من لقاء شبابي بسيط على كورنيش بانياس حيث طرحت فكرة إنشاء تجمع تطوعي يضم شباب المدينة وجميعهم من فئة الشباب لا يتجاوز عمر أكبرهم 45 عاماً، قبل أن تتطور الفكرة وتصاغ بشكل مؤسسي خلال نحو ثلاثة أشهر من العمل المتواصل رغم ما واجهه الفريق من صعوبات وعقبات.
ويقتصر عمل المؤسسة حالياً على مدينة بانياس مع وجود طموح للتوسع مستقبلاً إلى مدن أخرى كجبلة واللاذقية وطرطوس، تبعاً للإمكانيات وتفاعل المجتمع، وقد أنجزت المؤسسة حتى الآن حملة التشجير على كورنيش بانياس إلى جانب التحضير لمشاريع خدمية جديدة تشمل تقسيم أحياء المدينة وتحديد احتياجات كل حي من إنارة ونظافة وتجميل، إضافة إلى مشروع إنارة يعمل على الطاقة الشمسية بالتعاون مع منظمة لتأمين 50 مصباحاً على أن يبدأ التنفيذ قريباً في عدد من أحياء المدينة.
وفي إطار عملها الصحي أطلقت المؤسسة حملة طبية تطوعية حملت اسم “شفاء”، انطلقت من منطلق أن “الأمل دواء” حيث أقيم أول نشاط لها يوم الجمعة 19 كانون الأول بعد صلاة الجمعة في قرية البساتين بالتعاون مع عدد من الأطباء من اختصاصات مختلفة، مع التأكيد على أن باب المشاركة ما يزال مفتوحاً أمام الأطباء الراغبين بالمساهمة في الحملات القادمة.