الوحدة- ريم جبيلي
بالورود وعبوات المياه المعدنية، استقبل مسرح المركز الثقافي العربي في اللاذقية ضيوف العرض الحصري للفيلم الوثائقي “غاندي الصغير”، للمخرج العالمي سام قاضي، الذي يروي قصة نضال الناشط الشهيد غياث مطر، بحضور أسرة الشهيد، وفريق العمل، ومدير الثقافة في اللاذقية د. أحمد خالد شريقي، وعدد كبير من الشخصيات والمسؤولين والمهتمّين، وحشد جماهيري غفير غصّت بهم مدرجات المسرح، في مشهد يجسّد عودة الحراك الثقافي النابض حضوراً وتفاعلاً إلى أروقة الثقافة في مدينة اللاذقية.
الفيلم الوثائقي السوري “غاندي الصغير” الذي عُرض تحت رعاية وزارة الثقافة، وكل من منظمة رحمة، والمركز السوري- الأمريكي، وبيت كرم، يروي قصة نضال الناشط الشهيد الحيّ غياث مطر، حيث يسلط الفيلم الضوء على إحدى أبرز أيقونات الثورة السورية.
افتُتح العرض بكلمات ترحيبية ألقاها كل من د. شادي ظاظا رئيس منظمة رحمة حول العالم، وأ. عبد الكريم العمر مدير المركز السوري الأمريكي- سوريا، إضافة إلى كلمة مخرج الفيلم العالمي سام قاضي، وتضمّن العرض أيضاً كلمة لمدير الثقافة في اللاذقية د. أحمد خالد شريقي، مجّدوا خلالها بطولات الشهيد مطر ورفاق دربه الذين عبّدوا بدمائهم الزكية طريق الحرية والنصر الكبير، الذي نستحضر ذكراه هذه الأيام.
مفاجأة العرض التي لم يُعلن عنها حتى الختام، كانت حضور أسرة الشهيد غياث مطر العرض، ممثّلة بوالده ووالدته، إضافة إلى حضور شقيقته وابنتها الصغيرة، وقُدّم لهم درع التكريم، عربون وفاء وتقدير لتضحية الشهيد ودمائه الطاهرة، كما تم تكريم فريق العمل ممثلاً بالمخرج سام قاضي والسيدة نجلاء الشيخ التي شاركت في الفيلم.
وفي تفاصيل العرض، يروي الفيلم قصة حياة الناشط السلمي غياث مطر في مدينة داريا بريف دمشق مع بداية الحراك السلمي، وكيف تحوّل الشهيد إلى رمز عالمي للثورة السلمية، ليُعرف بلقب “غاندي الصغير”.
أعاد المخرج سام قاضي استحضار مسيرة الشهيد غياث مطر النضالية عبر عدسة كاميرته، التي وثّقت قصة الناشط السلمي “مطر” الذي اشتهر بتوزيع الورود وعبوات المياه المعدنية بداية الثورة على عناصر النظام البائد، قبل أن يُعتقل ويستشهد تحت التعذيب، في 10 أيلول2011، ليصبح رمزاً خالداً للتضحية، فالشهيد غياث مطر لم يكن مجرد شخصية فردية، بل أصبح رمزاً وطنياً ألهم آلاف الشباب بسلميّته وإخلاصه لقضيته، ولاقى استشهاده صدىً كبيراً على الصعيد المحلي والدولي والعالمي.
وتضمّن العرض مشاهد وشهادات حيّة لأصدقاء الشهيد توثّق بداية الحراك الثوري في مدينة “داريا” بريف دمشق، والأعباء التي كابدها الناشطون في المرحلة السلمية، وأبرزهم الناشط غياث مطر “غاندي الصغير”، إضافة إلى شهادات لشخصيات عالمية مهمة كالسفير الأمريكي السابق في دمشق.
الفيلم جاء لتجسيد شخصية الشهيد مطر، الشُّجاعة والجريئة والقوية، وذلك نظراً لأهميتها في بداية الحراك السلمي، ولتذكير الناس بأن الثورة السورية بدأت سلمية بالماء والورود والحوار مع الآخر، رغم العنف الذي قوبلت به من قبل النظام البائد في شهورها الأولى.
ويسرد الفيلم كيف أن “استشهاد مطر في أيلول 2011، كان نقطة حاسمة في تحوّل مسار الثورة السورية، حيث اقتنع الناس بأن هذا النظام لا يمكن إسقاطه بالحوار أو التظاهر السلمي”.
تلا العرض حوار مفتوح مع أسرة الشهيد غياث مطر وفريق العمل، أجابوا خلاله على أسئلة الحضور.
يُذكر أن فيلم “غاندي الصغير” أُنتج عام 2016، وعُرض في العديد من الدول الأوروبية والأمريكية، ونال جوائز عالمية، كما قدّمته منظمة العفو الدولية، وعُرض في الكونغرس الأمريكي ليكون صوتاً للشعب السوري، وشارك رسمياً باسم سوريا في ترشيحات جوائز الأوسكار للأفلام الأجنبية لعام 2017، ما يعكس أهميته الفنية والإنسانية.