الوحدة 30-7-2022
لطالما كانت لمواقع التواصل الاجتماعيّ أهداف سامية وجدت لأجلها، ولطالما كان لها دورها الفعال في تعزيز العلاقات الاجتماعية، ونشر الثقافات المختلفة، والاطلاع على أعراف وتقاليد بلدان بعيدة، وقراءة بحوث علمية، والقدرة على التعرّف على أشخاص لهم مكانتهم الثقافيّة والاجتماعيّة، وتقريب من ابتعد عنا في سفر أو نتيجة ضغوط متعددة، واستعادة أصدقاء غابوا عنا لسبب أو لآخر.
أما في وقتنا الراهن عندما ابتعد البعض في استخداماتهم لمواقع التواصل الاجتماعي عن أهدافها السامية واقتربوا من الصغائر في استخداماتها، فتحولت هذه المواقع إلى منصات يصدّر مستخدموها أفكاراً عفنة أو مسروقة لينسبوها إلى أنفسهم ، كما أن بعضهم يقوم بتصدير جزئيات تافهة عن حياته الشخصية ويتكلّم عن مظلومايته أمام الناس، ويتهم الآخرين بصفات ما أنزل الله بها من سلطان. دقائق ومشاكل تُنقل عن طريق مقولات سواء أكانت بين زوج وزوجته، وصديق وصديقه، وقريب وقريبه، وكأن هذه المنصات قد تحولت إلى منابر يُطالب فيها برفع الظلم عن المظلومين والمظلومات.
لطالما كانت هذه المواقع متهمة بأنها تنسل بين تضاعيف حياتنا تدخل إلى جزيئاتنا.
لماذا هذا الاتهام ؟!
وأغلبنا يُطلع الناس على مشاكله وخلجاته وكل ما يقوم به من أصغر تفصيل إلى أكبره.
لكي نسمو باستخدامنا لمواقع التواصل، و نحقق الغايات الراقية منها علينا أن نتمتع بحكمة انتقائيّة استخدامها، وإلا سنقع في مطبات من الصعوبة تجاوزها، ونهوي إلى الدرك الأسفل من الرقي و الحضارة.
نور محمّد حاتم