أسعد فضة، ابن بكسا الخضراء، (ابن الوهاج) الذي توهّج على خشبات المسارح وشاشات السينما والفضائيات: إشاعات الموت لاحقتني بقسوة، الموت لا بدّ سيأتي

 ابن قرية (بكسا) الخضراء، التي من التماعات حباتِ زيتونها توهَّجت نجوميتُه، ومن طيبةِ أهلها وحبِّهم للثقافة والفنّ وعشقِ الحياة، تشكّلتْ شخصيتُه الهادئة والطموحة ليكون، بحقّ، من صنّاع الفن في سورية، من خلال مسارحها، وهو الذي درس في المعهد العالي للمسرح، وكذلك من خلال السينما، التي أعطاها الكثير، وخاصة في فترة فورة الإنتاج السينمائي في سورية، في نهاية الستينيات وكامل السبعينيات والثمانينيات، كذلك في أوج انطلاقةِ الدراما السورية، التي كان لها حصة الأسد، على الشاشات والفضائيات العربية. في مهرجان دمشق السينمائي الدولي، حين كان يقدِّم العرضَ الأول لفيلم (قمران وزيتونة)، كان لطلته خصوصية وحضور بين باقي النجوم العرب. تتزاحم الفضائيات العربية للقاءِ به، كما محمود حميدة أو محمود عبد العزيز أو عزت العلايلي أو كمال الشناوي. هو من الرعيل الفني الأول في سورية، ممَّن شارك بوضع مداميك هذا البناء الإبداعي الراقي، الذي استقطب ال 400 مليون مشاهد، وشدّهم من مشرق ومغرب الوطن العربي. تابعت على إحدى الفضائيات حزنَه من وسائل التواصل الاجتماعي التي تطلق، بين الفترة والأخرى، إشاعات عن وفاته، والتي كما قال: قد تُودي بحياة أحد من أهل من أُشيعَ نبأُ وفاته، وهو عمل غير إنساني وغير حضاري. اللاذقية كرّمته عام 2010، وأطلقتْ اسمَه على مسرح اللاذقية القومي. وهو أقلُّ تكريم لأحدِ أبناءِ اللاذقية ونجومِها المتألقة. شارك الفنان القدير أسعد فضة بأكثر من 30 مسرحية منها (الأخوة كارمازوف – أوديب ملكاً – مغامرة رأس المملوك جابر، عن نصّ للمبدع سعدالله ونوس – حرم سعادة الوزير – سهرة مع أبي خليل القباني..) وفي السينما شارك بالعديد من الأفلام منها: (القلعة الخامسة – رسائل شفهية – ليالي ابن آوى – حبيبتي يا حبّ التوت – الرابعة بتوقيت الفردوس – الطحين الأسود..) وفي التلفزيون شارك بأكثر من 80 مسلسلاً منها: (الكواسر – الجوارح – نزار قباني – الطبيبة- هجرة القلوب إلى القلوب – الموت القادم إلى الشرق – أبو كامل – انتقام الزباء – الأميرة الشماء – بلقيس ملكة سبأ – طبول الحرية – بيت جدي..) أدار (المسرح القومي في سورية)، وكذلك نقابة الفنانين لفترتين، كما تسلم إدارة المسارح والموسيقا، و أدار عدة مهرجانات (مهرجان المحبة – مهرجان دمشق المسرحي – مهرجان بصرى) من مواليد بكسا 1938 – زوجته الفنانة الراحلة مها الصالح، (من نجمات المسرح السوري في أوجه)، وهي شقيقة الشاعرة (سنية صالح)، زوجة الشاعر الكبير الراحل محمد الماغوط، وهي أيضاً، شقيقة الدكتورة الناقدة والباحثة خالدة صالح (سعيد) زوجة الشاعر الكبير الراحل (محمد الماغوط).. وله ابنة وحيدة من زوجته الراحلة مها الصالح هي المهندسة المعمارية راما أسعد فضة.
جورج إبراهيم شويط
تصفح المزيد..
آخر الأخبار