الوحدة 23-7-2022
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تُعد البداية الصحيحة لاكتشاف المواهب الشابّة عبر إنشاء ملاعب كرة قدم خاصّة بأرضيات صناعية على أطراف المدن أو في المناطق تُعنى بإنشاء دوريات صغيرة من القرى المحيطة والمنافسة للحصول على الّلقب، والمُلفت في ذلك أن هناك فرقاً مشاركة من ذوي الأعمار الكبيرة، ممن تعدّت أعمارهم ٤٠ عاماً ، وجدوا فيها متنفّساً حقيقياً عبر مشاركات مع أطراف أخرى بحماسة وانسجام، معتبرين هذه الملاعب باباً مشرّعاً للتسلية وتقضية بعض الوقت.
ومن خلال ذلك قد تضيع البوصلة الحقيقية لكيان هذه الملاعب إذا لم تعمل على تهيئة شبّان صغار وتتبنّى صقل موهبتهم وتجهيزهم للخوض في غمار المنافسات وإبراز الموهبة، حيث من الضروري وجود مدرّبين خبراء على علم بأصول التدريب ومجاراة هؤلاء الفتية بعيداً عن العواطف والمحسوبيات، وحول هذا الأمر تُطرح أسئلة كثير عن ماهية هذه الملاعب من حيث الترخيص أو الانتساب للاتحاد الرياضي العام عبر أندية مُعترف بها والذي من شأنه تهذيب فوضوية برامج الملاعب التدريبية الخاصة، من حيث انتساب الشبان وتهيئتهم ليكونوا أعضاء في المؤسسة الرياضية الأم، وتنمية قُدراتهم على تحمّل التدريب القاسي، وكذلك وضع برامج مدروسة من قبل إدارات هذه الملاعب واستغلال وجودها بتنشئة أجيال متعدّدة الأعمار، وقد لاقت هذه التجربة رضى أهالي هؤلاء الشبّان، حيث أبعدتهم عن الطرق الأخرى كونهم في مرحلة المراهقة، وبعيداً عن المنفعة المادية لأصحاب هذه المنشآت يمكنهم الانخراط في المؤسسة الرياضية بتهيئة أعمار متعدّدة على مبدأ الأندية الرياضية الرسمية، فيكونوا على دراية بأصول ممارسة فنون كرة القدم من حيث الالتزام بالأوقات والحصص التدريبية تحت كافة الظروف، واحترام قرارات المدرّبين في اختيار النماذج الملتزمة التي تراها مناسبة لتصديرها والدخول في معترك الّلعبة الشعبية الأولى، وبذلك تتضح أهمية هذه المنشآت وتكون قولاً وفعلاً ولادة نجوم كرة القدم.
سليمان حسين