الوحدة: 21- 7- 2022
هوسيب خاشادوريان (80 سنة) فتح قلبَه وجعبة ذكرياتِه ل (جريدة الوحدة)، فكان هذا البوح الجميل جدّاً، لمن يُحبّ مثل هكذا ذكريات ومعلومات قيّمة، قائلاً :
أصلي من عرامو، ولدت بعين الوادي عين طنطاش. مواليد 1931.
– صلنفة كانت قليلة جدأ بعدد السكان. وكان متر الأرض بفرنك. يعطوك ال 100 م ب 100 فرنك، فقط تعالْ عَمّر بيتْ، و اسكنْ هنا ، و أغلب سكان صلنفة من الضِيَع المجاورة (طنطاش، الجوبة، عين البيضا..). والذي عَمّر صلنفة، من أول حجر، هُم ( معمرجيّة) عرامو (خليل درّوس، وبيت بدور، وغيرهم).
– وعن السياحة والاصطياف فيها، قال : كان في صلنفة جوّ حلو وحسن ضيافة، وحسّ سياحي شعبي عفوي، جعل المصطافين يحبُّون صلنفة ويتعلقون بها. هناك مطاعم كانت تقيم حفلات، مثل مطعم أبو كابي، ومطعم الباشا، ومطعم الخوابي. وهناك مطاعم فيها 500 طاولة، وتكونْ ممتلئة بالناس، التي كانت تحبّ الفرح والحياة.
وقد اشتريت، من 40 سنة أرضْاً مساحتها 100 متر، كان المتر ب 1000 ليرة، وعمّرت فيها.
اشتغلت بعدة مهن : بمعمل عرجوم، كان على البحر، لشركة فرنسية، ثم نقلوه لدمسرخو، ثم فتحت محلاً لبيع الفحم والحطب، وبعده محل سمانة بالشيخضاهر، وانتقلت لمحل سمانة، مقابل كيدون الأرمن، بيت خزندار، ابنتهم مذيعة الأخبار بالتلفزيون فاطمة خزندار، اشتريت المحل ب 300 ل س، ثم عملت بمحل لتبييض النحاس بصلنفة (تبييض صحون، طناجر، دسوتةْ)، وقمت بتبييض النحاس بكازينو صلنفة.
وكان يأتي إلى الكازينو كبار الشخصيات، والوزراء والمسؤولين من الشام، وكان من الممنوع الدخول للكازينو وحفلاتِه، إلا باللباس الرسمي، طقم وكرافيت، وكانوا يقيمون الحفلات يومياً، شهريّتي من الكازينو وقتها 60 ليرة، ويأتيني ( بخشيش برّاني 100 ليرة) ، في حين كان راتب الموظف 50 ليرة، وكانت ليرة الذهب ب 5 ليرات وقتها.
باللاذقية فتحت بالستينيات مطعماً، مقابل سينما الأهرام، وأغلقته بعد 20 سنة، أما موتور الفيسبا، فقد اشتريته ب (3500) عام 1976.
– أما البراكة التي فتحت فيها سندويشْ، مقابل الكازينو بصلنفة، فكانت أجمل ما عملت به. كنت أبيع فيها بالصيف النقانق على أصولها، ونخاعات وبسطرما وجبنة ولبنة وبطاطا، و ( العالمْ تتزاحم بالدور ليأخذوا السندويش) ، السندويشة بربع ليرة.
كان السياح الأجانب ، يعطوني بعملاتهم ، فأشير لهم بقطعة الربع ليرة: السعر مثل هذه القطعة فقط، هذه للنقانق، أما سندويشة الفلافل ب 3 فرنكات، والكازوز ب 3 فرنكات، وكان عنديْ سخانة على الكهرباء بطابقين. بقيت في هذه البراكة 40 سنة، لم أخالف بضبط، لا صحية، ولا مالية، ولا بلدية.
الاصطياف بصلنفة كان يدوم لشهرين : تموز وآب، خاصة من أهل الخليج، و من كل أنحاء سورية وبعض المغتربين، والذي عنده بيت يبقى لمنتصف أيلول.
كان أجار البيت ب 500 من فترة السبعينات للتسعينات، وهناك بيوت فخمة ب 1000 ليرة باليوم.
و قبل الأحداث كان الأجار ب 3000 . حالياً من 50 ألف (وطالع) باليوم. وفي كل الأوقات، كانتْ الناس لا تتسع لهم الطرقات، وكان فيهْ بسط وكيفْ ورخصْ وناسْ تحبّ الحياة. الله يعيد تلك الأيام الخوالي بفرحها وبساطتها وعفويتها …
جورج إبراهيم شويط