أفراح تشتّتها تصرّفات الجهل

الوحدة: 21- 7- 2022

القدرة الإلهية وعظمة الخالق تعيد إلى النفوس البشرية بريقها الطبيعي وأمل الحياة المتجدّد، فمنذ ما يقارب الثمانية أشهر كانت تخيّم فوق الجميع غيمة سوداء شرسة عبر وباء لعين يتفنّن بسحب أرواح الكثيرين، فيتّم أطفالاً وعائلات، وحرق قلوباً صغيرة وكبيرة، لم يميّز بين فقير أو غني، فاستوحش على الأغنياء وسطوة أموالهم حيث أشعل فيها فتيل أدوية تشبه ترياق الحياة أملاً بالعمر المديد، وضع حداً لحياة الفقراء والمساكين وأذاق الكثيرين ويلات ألم الموت البطيء، فمنهم من عاند زيارته الكريهة وتشبث بأمل الحياة المكتوبة، فقارعوا جبروته إلى أن استكان وخرج مهزوماً من بين أضلاعهم، و غيرهم كُثر كان سبباً بإيقاف نبض حياتهم لتأتي الساعة التي لا ريب فيها وتعلن مشيئة الخالق ورحيل أبدي للمصاب، والآن وبعد أن استقامت الأمور، وأصبحت تلك الّلحظات من ذكريات ماضٍ حالك السواد تأتي قلوب صغيرة يانعة فتُزيح تلك الغيمة بما حملت من شُرور، لتنتشر في النفوس بارقة الأمل وحب الحياة، تعيد نبض فرح عام بين المدن وأزقّتها وفي تخوم القرى البعيدة المنتظرة فتخيم زغاريد النجاح على المسامع لتعلن عودة البهجة ونتاج تعب طالب أضمر بنفسه إسعاد من حوله عبر تحصيل وتفوّق، فتتوزع الابتسامات من الشرفات وتنطلق التهاني والتبريكات فتُنسي الجميع هموم الحياة وظلمة المكان، وتضجّ الشبكات بالاتصالات، إلى أن تأتي خيبات الحزن من جديد، فتنهال الشتائم على أرعن لا يعرف التعبير عن قيمة الفرح إلا بإطلاق نار الجهل لتُعلن من بعيد نتائج الأسى والحزن المتعب، فتنكسر النفوس وتتلاشى الاحتفالات، لتظهر القناعة المشوّهة، بأننا لا نعرف كيف نهذّب أفراحنا (الحزينة)، اعتدنا على النزيف والألم فبتنا نطلق النار بأوقات الحزن والفرح، ونكتفي بلحظة سرور كغيمة عابرة.

سليمان حسين

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار