كيف يمكن للكفيف أن يكون متميزاً و قادراً  ومبدعاً؟

الوحدة: 21- 7- 2022

أقام قصر الثقافة في بانياس حواراً مفتوحاً مع الأستاذ ممدوح ديبو بعنوان: كيف يمكن للكفيف أن يكون متميزاً وقادراً ومبدعاً؟ وقال فيها: اليوم سنتحدث عن تجربة قمت بها كإنسان كفيف وكيف قمت بمواجهة مجموعة كبيرة من التحديات وكيف حولت كل صعوبة من هذه الصعوبات إلى درجة أرتقي بها مرتبة في المجتمع، كما سأتحدث عن قدرتي على الاندماج في المجتمع ودخولي في الوسط العام على الرغم من وجود إعاقة كان من الممكن أن تكون حائلاً كبيراً بيني وبين الآخرين، ثم تحدث الأستاذ ممدوح عن المقومات التي اعتمدها في هذه التجربة قائلاً: كان أهم هذه المقومات إيماني بقدراتي فإعاقتي ليست نهاية العالم بل أنا إنسان لدي قدرات وطاقات و قادر على العطاء، هويتي هي عملي ووجودي ليس بحجب بصر عيناي، كذلك كان لمحبة الناس من حولي بدءاً من أهلي إلى الأساتذة الذين وقفوا معي والمجتمع الذي آمن بقدراتي، وبذلك تحولت عالتي و إعاقتي إلى إعالة للمجتمع فكنت أنا والمجتمع شركاء، و أضاف: ذو إعاقة وانطلاقته من المنزل وإذا كان هناك غرفة مظلمة في المنزل فلن يرى النور بعدها، أما في حال وجود تفاعل وعطاء مع هذا الإنسان و إيمان بقدراته فيستطيع الانطلاق، كذلك للمعلمين دور كبير فلم ينظروا إلى إعاقتي بل كانوا يحاولون مساعدتي عند وجود أي عائق.

ثم تحدث عن حياته في المرحلة الجامعية وقال: واجهت صعوبات لأنني كنت حالة فردية ولم يكن هناك وعي بطريقة التعامل معي كإنسان كفيف بالإضافة إلى عدم توفر الأجهزة في وقتها، حتى الأصدقاء لم يكن لديهم معرفة بطريقة تقديم المساعدة لإنسان كفيف.

 

بالنسبة للكفيف حالياً توفرت له أشياء كثيرة، وبالنسبة لي أحاول مساعدة أي شخص كفيف لأبعده عن أي مطبات واجهتها بشكل شخصي بالإضافة لوجود مجموعة من المبادرات الاجتماعية كمبادرة ضوء التي تسجل كتباً صوتية لكل مراحل الدراسة للمكفوفين، وفي حال أحب الكفيف مطالعة كتاب محدد تقوم المبادرة بتسجيل هذا الكتاب وإرساله له، وبالتأكيد نشكر كل شخص له دور في هذه المبادرات، ولكن أود التنويه إلى شيء هام جداً، وهو قلة توافر الأجهزة التقنية الحديثة و هنا نناشد الجهات والمنظمات أو الفعاليات الاقتصادية تأمين هذه الأجهزة للكفيف لأنها عيون حقيقية للكفيف بعد تزويدها بجهاز ناطق كالموبابل واللابتوب، أخيراً الإنسان المكفوف إنسان لديه قدرات وطاقات والمجتمع بحاجته وليس العكس، لذلك يجب على المكفوف أن يبحث عن طريقة يخدم بها المجتمع و لا ينتظر الدعم من أي جهة فنقطة الضعف الموجودة فيه تتحول إلى نقطة قوة إذا أراد ذلك بالإرادة.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار