الوحدة: 19- 7- 2022
وفي غفلة من صقيع, تفتحت وردة الشتاء.
وقبلَ أن نستيقظ على هدير الموج ..
تسلل إلى مخدعها ( اللص) المطر..
سرق عطرها , ونثره على قمم الجبال .
–مثل حبة مطر اغتالتها رصاصة طائشة, قبل أن تصل قطرة المطر إلى ثغر ذلك الجندي الرابض على حدود الليل ..
أصابعها سهم طائش، فهوت كعصفورة تحت شجرة القمر..
مثل غيمة انكسر جناحيها , فتوقفت عن الطيران إلى ما بعد الشواطئ..
مرغمة, حطت على أغصان البحر..
مسكينة تلك العصفورة..
كم كانت تشتاق الوصول إلى أعشاش أهلها المنتظرين رجوعها هناك على مصاطب ببوتهم الشبيهة بالكهوف ..
مثل غيمة فقدت سمت الجهات ..
مثل غيمة نامت على كف جرح.
— (رائحة الخبز, ورائحة الأرض..هاتان الرائحتان ألطف وأنبل روائح الكون ), ورائحة دم الشهداء.
أيضاً تعطر التراب وتندي الأزهار, وتمدّ الشفق بلون الشقائق ،داهمك الموت أيها الراحل ( سعد الله ونوس ).
ولكنك لم تنس ما قلته عن (الخصومات والفتن والحروب كلّها ألوان من التجارة ,لكنها تجارة خرقاء, لا يعرف القائمون بها أصول التجارة, ولا يتحلّون بفضائل التجار).
–الورقة السابقة لـ (أمل دنقل) كنت في كربلاء, قال لي الشيخ: إن الحسين قتل من أجل شربة ماء.
قالت الوردة: خذ عنقي ودع لي العطر ..
خذ رأسي ولا تطالبني بالانحناء.
— دعوني أفتح لكم الشرفة على مصراعيها ..
الشرفة حقل من قمح ..
هذه السنابل, لم يحنّ حصادها.
دعوا الربيع يمر على بيوتكم .. وقبل أواخر الصيف احملوا مناجلهم, ولا تدعوا أطفالهم يجوعون في الشتاء القادم .
–كانت مناجاته أشبه بترنيمة طير.. مع إشراقه كل صبح كان يغني .. يهزّ شجر الريح، فيساقط ورق العمر, وتتسع سهوب الحريف, وتتفتح بوابات الوداع ولا أمل في الرجوع.
بديع صقور