ندوة جمعية العلوم الاقتصادية.. العقوبـــات والحصــــار والــبعد الإنســـاني

العدد: 9325

2-4-2019

 

أقامت جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية ندوة بعنوان العقوبات والحصار والبعد الإنساني قدم خلالها الدكتور سنان علي ديب مداخلة تضمنت الحديث عن قرار ترامب الخاص بالجولان والذي اعتبره نوعاً من الإرهاب الهادف لفرض خريطة على المنطقة، مؤكداً بأن هذا القرار بالنسبة لنا ونحن في بلد له مؤسساته وقراره لا يمثل شيئاً، وهو يتزامن مع الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، ليؤكد أن ترامب راعٍ للإرهاب وخارج عن كل القوانين الدولية، مؤكداً إن جميع العقوبات التي فرضت على سورية ليست جديدة على الإطلاق ودول الغرب لا تعنيها آثار هذه العقوبات السلبية على الإنسانية معتبراً إياها محاولة من الدول التي فرضتها لتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه خلال سنوات الحرب بطرق ممنهجة مؤكداً أن سورية استطاعت إدارة الأزمة بطرق عديدة وذلك من خلال استثمار كل الطاقات واتباع سياسة آمنة جداً للتعامل مع اثار تلك العقوبات هذه العقوبات التي تستلزم الكثير منها دعم البدائل المحلية والعمل قدر الإمكان على ترشيد الاستهلاك الذي أصبح ضرورياً جداً.
وأكد الدكتور علي ديب بأن العقوبات أول الأزمة كانت أحادية وغير أممية ولكن لم تحصل بنتيجتها اختناقات كما حصل لاحقاً، مبيناً أن الدولة التي بسطت سلطتها على كل المناطق قامت بتأمين كل الاحتياجات الأساسية للمواطنين، لافتاً إلى أن هدف العقوبات التي فرضت على سورية والتي طرحها ترامب والتي أخذت منحى أمنياً واقتصادياً وضغطاً على الحلفاء للضغط الكامل على سورية، ركز على الجانب الإنساني (الغذاء والدواء) ومنع مواد الطاقة من الوصول إلى الدولة السورية، وهو الأمر الذي يدعو للسؤال عن كيفية التغلب عليها ولاسيما أن الأسرة المؤلفة من خمسة أشخاص تحتاج لـ325 ألف ليرة لتأمين احتياجاتها الأساسية وذلك وفقاً للإحصائيات الحكومية مشيراً في هذا الجانب إلى أن موضوع البطاقة الذكية كان مرفوضاً باعتباره تقنيناً ضمن الوفرة ولكن بعد الذي حصل فقد أثبت موضوع البطاقة جدارة مؤكداً بأن مواطننا واع لما يجري رغم كل ما تشهده أجهزة التواصل الاجتماعي، مبيناً أن الجانب الأهم في الموضوع اليوم هو العمل على حشد كل الطاقات عبر أسس واضحة والمحافظة على ترشيد الاستيراد والعمل على التشجيع في مجال الاستثمارات وحصره بكل شيء ضروري وتمكين مواطننا من النهوض بقوة من خلال العمل على إعادة الثقة بين المواطن والمسؤول وتفعيل دور الإعلام أكثر لأن دوره مهم جداً برز خلال الأزمة التي سجل فيها إعلامنا نجاحاً كبيراً في تعرية المؤامرة والتصدي للحرب التي شنت علينا مؤكداً أن هذا الدور يجب أن يتعزز في هذه المرحلة الجديدة من العقوبات المفروضة على سورية.

من جانبه شرح عبد الرزاق درجي الخبير والباحث الاقتصادي في مداخلته لتاريخ العقوبات وعن الثورة الصناعية بأوروبا متسائلاً: هل نقف ونرفع الراية البيضاء مجيباً بالتأكيد لا لن يتم ذلك وسورية لها مخرج هو اعتمادها على الذات لا سيما وأن دولة مثلها فرضت عليها الحرب ولم تستسلم لأنها في الواقع ليست لوحدها بل معها الدول الصديقة وهي بشعبها ومساندة الاصدقاء ستنتصر، وهي الحقيقة التي أكدتها التجربة فسورية رغم الحصار الذي فرض عليها في العام 1980 استطاعت تأمين الأمن الغذائي الدواء وحققت الكثير من الإنجازات الاقتصادية عبر إنشاء مشاريع مثل سد الفرات واستصلاح الأراضي وتوفير الأسعار التشجيعية التي تؤمن للفلاح سبل العيش الكريم، وتفعيل قاطرتي الزراعة والصناعة لأنهما أساس النمو، مؤكداً أن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو لماذا لا نتجه شرقاً مع الدول الصديقة وذلك لطبيعة العلاقة معها وكيف نعمل لتسهيل عمل الصناعيين والزراعيين ونحقق الظروف الملائمة لعودة الكفاءات العلمية.
أما مصطفى الدرويش الأستاذ في جامعة تشرين فقال: أحياناً تطرح الكثير من المشاكل دون وضع الحلول، متسائلاً عن سبب ضعف ثقة بالمستورد السوري، ولا سيما أننا لم نلحظ خلال الحرب على سورية فقدان لأي مادة من السوق وإن الدولة تبذل كل ما بوسعها لتأمين السلع، مؤكداً على وجوب الحفاظ على الخبرات الوطنية والعمل على عودة المهجرين وأن تكون الاستثمارات المحلية وزيادة تفعيل الصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة من خلال تأمين المواد الأولية وتقديم قروض دون فوائد، و دعم المنتج المحلي بكافة مراحله وتقديم الإعفاءات الضريبة والعمل قدر الإمكان على إعادة دور المنظمات الأهلية والنقابية وكذلك تفعيل دور التجارة التبادلية وتشجيع المغتربين على التحويلات والتأكيد على التشاركية بين القطاع العام والخاص في مقدمة الأولويات التي يجب أن نركز عليها خلال المرحلة القادمة للخروج من هذه العقوبات منتصرين.

أميرة منصور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار