الوحدة 16-7-2022
كانت البيادر قريبة من بيوتنا ليسهل علينا كفلاحين نقل إنتاجنا من التبن والحبوب. وكان البيدر عبارة عن قطعة من الأرض تتراوح مساحتها بين خمسين إلى سبعين متراً مربعاً بشكل دائري، وهو محاط بجدار حجري يعلو أرضه بحدود ستين سنتيمتراً يحمي الحصيد من الخروج خارج البيدر وكان الفلاحون (يطينونه) بالطين الترابي في بداية كل موسم كي لاتضيع حبوب القمح في شقوقه.
بهذه الكلمات أشار المؤلف عيسى أبو علوش في كتابه ” من عبق التراث في جبال الساحل السوري” إلى أهمية البيادر في موسم الحصاد، وكذلك الأجواء الاجتماعية المرافقة لها، مشيراً إلى بعض الأدوات المستخدمة في هذا العمل كالمرج موضحاً بأنه اداة تصنع من خشب الجوز المبسط تحفر في سطحه السفلي الحفر الصغيرة بواسطة المنقار وهي آلة يدوية يحفر بها الخشب لتثبت داخلها قطع من حجر الصوان شديدة القساوة والمتانة، يقطعه الفلاحون إلى قطع حادة لقطع الزرع تدعى السلاط.
وفي السياق ذاته قدم المؤلف شرحاُ عن آلية العمل قائلاً: كان يجر المرج زوج من البقر يستمر بالدوران داخل البيدر الصغير طوال النهار، ونحن نتناوب فيما بيننا على ركوب المرج وسواقة البقر طيلة فترة النهار تحت أشعة شمس شهري تموز وآب اللاهبة.وبعد الانتهاء من عمليات درس الحصيد كنا نقوم بجمع مخلفاته من القش المعقد الذي يحتوي على العقد الثخينة من سوق الزرع التي تعجز عن أكله الحيوانات، نجمعها في بيدر واحد، ثم نفرشها على مساحة أرضه لنكون منها فراشاً للمصارعة.
ندى كمال سلوم