الوحدة: 14-7-2022
يمتاز الباحث السوري بحبه الأول والأخير لبلده وسعيه لجعلها في مقدمة البلدان من حيث الأبحاث، ويقدم كل خبرته في سبيل رفع ترتيب جامعاتها عالمياً.
هنا نتحدث عن دكتور الأسنان عزيز عبدالله، الذي قام بتسجيل براءة اختراع باسم جامعة تشرين رافعاً ترتيبها عالمياً، فقد كان لصحيفة الوحدة اللقاء الآتي معه حيث أفادنا قائلاً: تتطلب الأسنان المتهدمة إعادة بناء وتدعيم باستخدام أوتاد ضمن القناة الجذرية للسن، وهذا الأمر يتم بأخذ طبعة وإرسالها للمخبر ويستغرق وقتاً طويلاً أحياناً وتكلفة إضافية، أو يمكن اللجوء إلى أوتاد الفايبر التي تتطلب طرق معالجة خاصة ومواد إلصاق مكلفة، كما أن عملية إزالتها عند الضرورة صعبة ومن هنا جاءت فكرة الاختراع، فقد كان السؤال حاضراً دائماً: (لماذا لا نستخدم أداة متوفرة بكثرة في العيادة وسهلة التطبيق وذات فعالية كبيرة؟).
اعتمدت الفكرة على استخدام السنابل الماسية المخروطية (وهي أداة أساسية في العيادة تستخدم في حفر الأسنان وتحضيرها، فهي أداة تستخدم بكل معالجة).
حيث تتميز السنابل الماسية المخروطية بشكلها المخروطي المطابق لشكل القناة الجذرية، وبوجود جزء خشن يدخل ضمن القناة ويؤمن ثبات السنبلة بعد تطبيق الأسمنت وجزء أملس يبقى خارج القناة ليستقبل الترميم المراد تطبيقه.
هذه التقنية غير مكلفة ويمكن تطبيقها مباشرة في العيادة بجلسة واحدة ونتيجة مباشرة، إضافة إلى أنها تقنية سهلة وبسيطة وذات نتائج فعالة، وقد أجري على هذه التقنية بحث ماجستير في جامعة تشرين وأثبتت فعاليتها بالمقارنة مع أوتاد مصنعة عالمياً، كذلك تم تطبيقها في العديد من الحالات السريرية وأظهرت فعالية وديمومة طويلة.
وأضاف د.عبدالله: كان هنالك بعض الصعوبات فيما يخص أجهزة قياس القوة والثبات لأن غالبية الأجهزة التي تقيس القوة مصممة من أجل أجسام كبيرة ولذلك كان لابدّ من إجراء بعض التعديلات عليها.
وقد تمت تسمية براءة الاختراع باسم جامعة تشرين، فهذه الجامعة بدأت منها دراستي في طب الأسنان، ثم عدت إليها مدرّساً ولها حيز كبير في ذكرياتي.
وهذا يرفع نقاطها عالمياً، فبراءة الاختراع تصبح عالمية بمجرد تسجيلها في أي بلد.
يتميز الإنسان بعقله وتفكيره ،فلا أستطيع القول إنني أطمح لتسجيل براءة اختراع جديدة، ولكن يمكنني القول: إنني أبحث دائماً عن حلول وتقنيات ومواد تسهل عملي وفي سبيل هذا الأمر لن أدخر جهداً أو وقتاً.
طب الأسنان علم مترابط ولوحة فنية متكاملة، فكل مرحلة مهمة للمرحلة التي تليها، وبذلك لا يمكننا أن نفصل بين براءة الاختراع الحالية وسابقاتها.
فمثلاً قبل أن نطبق وتداً ضمن القناة ،لابد أن نتأكد من عقامتها.
وهنا يأتي دور الضماد الذي تم تسجيله في براءة الاختراع الثانية، وختم د . عبدالله قائلاً: نصيحتي للشباب بأن يستمروا بالمحاولة وألا يضعفهم تأخر النجاح.
فكل محاولة غير ناجحة تلغي العديد من الاحتمالات السلبية وتوجه العمل نحو مزيد من الاحتمالات الإيجابية.
يذكر أن د. عبدالله حاصل على براءتي اختراع سابقتين.
بتول حبيب