الوحدة: 14-7-2022
وإن كادت مظاهر العيد تنسل وتختفي، فلم يعد للعيد وجه الفرح أو نسيج حلة جديدة يلبسه أهل العيد، وتوارت معاني (الليلة حلوة الليلة عيد..) بعد غلاء الأسعار، فلا زالت العيدية تمثل العيد كله بالنسبة للأولاد، وتشغل بالهم قبل العيد وفي أيامه الباقيات، وكانت ورقة من فئة الخمسمائة (طربوش) ترضيهم، أما اليوم وقد أصبح البسكويت أقله بخمس مائة وألف، فكيف بأرجوحة وبوظة وحلوى العيد والألعاب، هل من باقٍ وحساب في بنك العائلات، وهل ما زالت العيدية بمقدار ووزن بعد جداول وتحضيرات احترقت أوراقها ونقودها بلهيب الأسعار ورياحها تذروها كل حين ؟ جنى صف خامس، أشارت أنها تأخذ العيدية وتتفاوض مع والدتها في كل عيد، حتى أنها ترفع مقدارها كل عام فقد أصبحت شابة وكبيرة، و لم يعد أحد من أقاربها يعطيها (عيدية) غير والدتها خاصة بعد وفاة جدتها، التي كانت تحرص على توزيع العيدية لكل فرد من أحفادها حين يجتمعون لمعايدتها في أول يوم من أيام العيد، ووالدتها تخبئها لها في محفظتها لحين عودتهم للبيت، بحجة أنها صغيرة وقد تضيعها، لكنها اليوم تتوقع أن تكون فاترة وقليلة خاصة أنهم يعيشون ضيق حال ووالدتها تردد (ما في مصاري )، كما اشترطت عليها والدتها إن اشترت لها لباس العيد فلن تكون لها عيدية كمثل باقي السنوات كما أنها تأخذ مصروفاً يومياً، ولم يعد يقتصر على أيام العيد، وتشتري والدتها الحلويات كل حين، وبات العيد كغيره من باقي أيام السنة.
سوار – صف رابع، أشار بأن العيد هو أجمل أيام السنة، والعيدية هي زاد تلك الأيام، حيث يشتري بها ما يحلو له، لكن ما ينغص عليه فرحه أن والدته تأخذ العيدية لتدخرها له ما إن يتناولها من جده، فقال: العيدية من حقنا ولنا حرية التصرف واختيار المشتريات وأماكن صرفها دون تدخل الآخرين، فإخوتي جميعهم يحصلون على نصيبهم من العيدية ولا تأخذها منهم بحجة أنهم شباب كبار، كما أنها اشترت كل حاجيات العيد ولا أعلم السبب في سلبها العيدية التي بيدي؟! .
أم هادي – مهندسة، أكدت أنها تضع بيد ولديها المال كل يوم، لكن باعتدال وحسب حاجتهما إليه ولا زيادة، فهو يكسبهما ثقة بأنفسهما ويصنع شخصيتهما وقد اعتادا على التوفير والاقتصاد، حتى أنهما يشتريان من حصالاتيهما جميع لوازمهما وحاجاتهما، فلا ترهقها مصاريف المدارس ولا حتى أيام العيد، وتزيد عليهما العيدية ولو كانت قليلة.
حيث يجب أن نميزه عن باقي الأيام وتأخذهما للحديقة والألعاب وسرعان ما يعودان لعادتهما باقي الأيام في الادخار والتوفير فهذه الأيام صعبة ويجب تعليمهما كيفية التقنين بالمصاريف، حتى لو كان اليوم عيداً، وكل عام والجميع بخير.
أبو إياد – موظف، قال: هذه الأيام قاحلة ولا مظاهر فيها لعيد قادم، حرب ووباء وقلة حيلة بارتفاع أسعار المعيشة، فلا اليوم اللباس جديد ولا زوجة تصنع الحلويات والطيبات، ويمكن أن نأتي بها من السوق عندما يدركنا أي ضيف أو قريب أتانا مهنئاً بقدوم العيد، حتى أن العيدية في يد الأطفال تدفعهم للإسراع بالإنفاق دون حساب، فهم يحصلون عليه دون عناء أو سؤال، فيبددوا مال المعيشة الذي نسعى إليه بتعب وشقاء، رحم الله أيام زمان كنا نركض لنعايد كبار العائلة والأقارب ويعطونا العيدية التي كانت تشكل حلم كل طفل، واليوم تبددت تلك الأحلام فلم يعد أحد منهم قادراً على منح العيدية للأولاد والعيش ضيق لتسقط في هاوية محرقة الأسعار، نود لو تعود أيام العيد وكل عام وأنتم بخير.
هدى سلوم