وقال البحــــــر ..حكايات الجمال الأربعة

العـــــدد 9324

الإثنـــــين 1 نيســـان 2019

 

الحكاية الأولى
كان الجملُ يجتازُ الصحراء، ويدوس حبّات الرمل الصغيرة مردداً بكبرياء: (إني أسحقك) وكانت حبّات الرمل تخضع له.
هبت الريح وقالت: هيا أيتها الحبّات الصغيرة، اتحدي، وألّفي معي جسماً واحداً كي نواجه الحيوان ونجعله نحن أكوام من الرمال.
الحكاية الثانية
وردت هذه الحكاية في كتاب حكايات حديثة من الصين، وقد صدر الكتاب عام 1983 عن دار النشر باللغات الأجنبية في بكين، والحقيقة إنّ هذه الحكاية ليست حديثة، وهي معروفة وقديمة، وقد وردت في تراثنا العربي.
جاء في الحكاية أنّ رجلاً فقد جمله وبدأ يبحث عنه، فسأل شيخاً عنه، فقال الشيخ هل هو أعرج وأعور؟ وهو يحمل في جيبه الأيسر سطلاً من العسل وفي جنبه الأيمن كيساً من الأرز ؟ طلب صاحب الجمل أن يخبره الشيخ عن مكان جمله، فقال الشيخ: لا أعرف، ولكنّي رأيت وطأته اليمنى عميقة واليسرى ضحلة، فعرفت أنه أعرج، ورأيت أنه أكل من العشب الذي عن يساره، فعرفت أن عينه اليمنى عوراء، ورأيت في الجانب الأيسر من الطريق ذباباً كثيراً وفي الأيمن نحلاً يحمل أرزاً، فتأكدت أن الجمل يحمل في جنبه الأيسر العسل وفي الأيمن الأرز، ورأيت أوراق الشجر، فعلمت، أنّ إحدى أسنانه قد سقطت، وأنا لا أعرف أين ذهب الجمل، وعليك أن تبحث عن جملك.
هذه الحكاية من تراثنا وقد انتقلت إلى الآداب العالمية في كل مكان.
الحكاية الثالثة
قال الجمل: القامة الطويلة أفضل من القصيرة.
قال الماعز: القامة القصيرة أفضل.
ذهب الأثنان إلى حديقة تنمو فيها أشجارٌ، رفع الجمل رأسه واستطاع أكل أوراق الشجر، أما الماعز فلم يستطع فقال الجمل:
– القامة الطويلة أفضل
شاهدا باباً ضيقاً منخفضاً في أسفل السياج ودخل الماعز الحديقة وأكل من العشب، ولم ينجح الجمل في الدخول فقال الماعز: ذلك دليل على أن رأيي صحيح.
سمع ثور كلامهما فقال:
لا يصح لمخلوق أن يرى مزاياه، ولا يرى مزايا الآخرين هذه الحكاية وردت كثيراً، وتكررت في نصوص الأدباء وهذا يتجلى في الحكاية الرابعة.
الحكاية الرابعة
هذه الحكاية وردت في مجموعة قصصية للأطفال لزكريا تامر في كتابه (لماذا سكت النهر) وعنوانها (الفيل والجمل) خلاصة القصة يدّعي الفيل أنه أقوى من الجمل وأنه يملك خرطوماً، ويقول الجمل (لا داعي للتفاخر) اتفق الاثنان على السير في الصحراء أحس الفيل بعد ساعة بالعطش والجوع ولم يعد يحتمل وسقط على الرمال وقد أغمي عليه عندما أفاق الفيل من إغمائه، قال له الجمل: (لكل مخلوق مزاياه)
موضوع هذه الحكاية مطابق لموضوع الحكاية السابقة، والنهاية واحدة والمفردات واحدة، ولم يشر زكريا تامر، إلى أن قصته من الحكايات القديمة المعروفة.

عزيز نصار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار