سورية الأولى عربياً بإنتاجه والخامسة عالمياً بعدد أشجاره 250 آفة تصيــــب الزيتـــــون… كيـــــف نحمــــيه منــــــها؟
العدد: 9324
1-4-2019
لشجرة الزيتون أهمية خاصة في الحضارات القديمة والمعروف أن حمامة نوح عليه السلام أحضرت في منقارها غصن زيتون لتخبره أن الطوفان قد انحسر عند اليابسة.
وتعد شجرة الزيتون من أكثر الأشجار عراقة وقدماً لأن ظهورها وانتشار زراعتها يرجع إلى ما قبل التاريخ.
حول الواقع الراهن لزراعة الزيتون وأهميتها حدثنا رئيس دائرة الزراعة في جبلة المهندس أحمد سليمان محمد:
يعتبر الزيتون من أهم المحاصيل الزراعية في سورية لعدة أسباب أهمها:
* كون زراعته ارتبطت بشكل وثيق بحياة المجتمع وتقاليده.
* وبأنه يؤمن مصدر رزق لأعداد كبيرة من المواطنين- شجرة مقدسة في الديانات السماوية.
* وكونه يزرع في أرض لا تصلح لزراعات أخرى، ناهيك عن كون زيته غداءً صحياً عالي القمة.
* وكون الفائض من هذا الزيت يستعمل في التصدير، والمعروف أن سورية هي الأولى عربياً في الإنتاج والخامسة عالمياً بعدد الأشجار والسابعة عالمياً في استهلاك الفرد من زيت الزيتون.
وتتوزع مساحات زراعة الزيتون في كل أنحاء سورية في محافظات حلب- إدلب- طرطوس- اللاذقية التي تزرع فيها بعلية وفي غوطة دمشق وتدمر حيث تكون هذه الزراعة مروية.
الأصناف
وأهم الأصناف التي تزرع في سورية هي الخضيري الذي يشكل أكثر من 85% من زراعة الزيتون في اللاذقية و25% من أصناف طرطوس حيث يطلق عليه اسماً الخضراوي ويمتاز بأن ثمرته صغيرة وتكتسب اللون البنفسجي المسود عند بلوغها مرحلة النضج.
الدرملالي: ويأتي في المرتبة الثانية بعد صنف الخضيري ويطلق عليه اسم الدعيبيلي في طرطوس ويشكل أكثر من 60% من مجموعة الأصناف التي تزرع في طرطوس.
الصوراني: وتنتشر زراعته في محافظة إدلب وكميته ضئيلة في باقي المحافظات ويتميز بأن شجرته كبيرة الحجم وأغصانها منتظمة التوزيع.
القيسي: في حلب نسبة الزيت في ثماره 18 إلى 20%.
وتمر دورة حياة شجرة الزيتون بأربعة أطوار أساسية هي:
طور النمو والصبا ويبدأ في المرحلة الأولى لنمو الغرسة في المشتل وينتهي عندما تبدأ الشجرة بالإثمار، ثم طور بداية الإثمار حيث يتداخل مع طوري النمو والإثمار المليء، فطور الإثمار المليء تصل الشجرة في هذا الطور إلى حجمها النهائي من حيث النمو والاستطالة، وأخيراً طور الشيخوخة ويتميز بانخفاض تدريجي في محصول الشجرة وتدخل الشجرة بشكل مبكر في هذا الطور إذا تعرضت لظروف غير ملائمة مثل الصقيع أو الجفاف لمدة طويلة.
طرق التقليم
يعتبر التقليم ضرورياً لإعطاء الشجرة الشكل المرغوب الذي يسهل عملية قطافه وتهدف هذه العملية إلى:
* تحديد ارتفاع الشجرة وعدد الفروع، تحديد ارتفاع الجذع بحيث لا يتجاوز 8- 10م.
* زيادة متانة الفروع الهيكلية عن طريق التحكم بزوايا الخروج بحيث لا تكون دون 40 درجة.
إلى جانب ترك مسافة حوالي 10 سم بين قاعدة الفروع لأن انطلاق الفروع من نقطة واحدة غالباً ما يؤدي إلى الكسر، ترك مسافة حوالي 10 سم بين قاعدة الفروع.
* تحقيق إضاءة جيدة للمجمع الخضري مستقبلاً.
أما أهم الأخطاء الشائعة عن تقليم التربية فهي كثيرة ومنها:
* تأخر الشجرة في دخولها مرحلة الإثمار بسبب التقليم الجائر.
* تشابك وتزاحم الفروع نتيجة الاحتفاظ بعدد كبير منها.
* ترك أكثر من فرع في نقطة واحدة يسبب انكسارها في مرحلة لاحقة.
ناهيك عن أن تقليم الجذع على ارتفاع كبير يعطي أشجار عالية يصعب جنيها، مع الإشارة إلى أن العامل الفني يهتم أحياناً بالناحية الجمالية مع إهمال الناحية الإنتاجية وهو ما يؤثر على إنتاجية الشجرة.
آفات الزيتون
تصاب شجرة الزيتون بالعديد من الآفات محدثة أضرار اقتصادية تتباين شدتها تبعاً لنوع الإصابة من جهة وللظروف البيئية السائدة من جهة ثانية، حيث توجد 250 آفة زراعية تصيب الزيتون منها 110 حشرات و90 فطراً والباقي متفرقات من ثدييات وعصافير وطحالب وغيرها.
* وأولى هذه الآفات هي ذبابة الزيتون التي تسبب سقوط الثمار على الأرض قبل وصولها إلى مرحلة النضج وانخفاض المردود من الزيت وعدم إمكانية استخدام الثمار المصابة، تتم مكافحة هذه الآفة بتربية ذكور عقيمة باستخدام أشعة غاما واستخدام مصايد خاصة أو بالمكافحة الكيميائية باستخدام المبيدات الحشرية الفوسفورية العضوية مثل الأيتون.
* عتة الزيتون: تهاجم العناقيد الزهرية وتتم مقاومتها بالمكافحة البيولوجية والتي تعمل بالملامسة على الطور الأول (الزهري) مثل المالاثيون وباستخدام مبيد جهازي على الطور الثاني (الثمري) مثل دايمثوات لنتراك.
* أما الأمراض فأولها مرض عين الطاووس الذي يطلق عليه اسم جرب الزيتون أو تبقع أوراق الزيتون يصيب الفطر الأوراق بشكل رئيسي وبنسبة أقل عنق الثمرة والثمرة، وتسبب الإصابة سقوط الأوراق وبالتالي فقدان دورها في عملية التمثيل اليخضوري، يكافح عين الطاووس باستخدام المبيدات الفطرية وينصح بإجراء المكافحة الوقائية ويتم ذلك بإجراء رشة في الخريف بعد جني المحصول ورشتين إلى ثلاث رشات في مطلع الربيع آذار ونيسان بفاصل ثلاثة أسابيع بين الرشة والثانية ويستخدم لهذا الغرض أوكسيد كلوريد النحاس 80- 85% وبمعدل 300- 400 غ لكل مائة ليتر من الماء ويمكن استخدام المبيد الفطري الجهازي كارنيد ازيم بمعدل 100- 200 غ لكل مائة ليتر.
* ومن الأمراض أيضاً مرض الذبول وهو مرض فطري ينتقل إلى الجذور الصغيرة عن طريق الجروح ثم يصعد إلى الجزء الهوائي من النبات من أعراض الإصابة موت النموات الحديثة وبعض الأغصان وانثناء الورقة على العصب الوسطي واختفاء اللون الأخضر ثم الجفاف.
وقاية علواج
وختم المهندس المحمد بالإشارة إلى أن الأمور الوقائية خير علاج مشيراً إلى أن ذلك يبدأ من أخذ غراس الزيتون من مشاتل موثوقة وخالية من الإصابات.
اختيار أصناف لها صفة المقاومة، عدم زراعة غراس الزيتون في حقول مصابة، التقليل من حراثة التربة ما أمكن والاستعاضة عنها باستخدام مبيدات الأعشاب، مؤكداً على أهمية هذه الشجرة الاقتصادية وأيضاً الغذائية والصحية حيث يصنف زيت الزيتون أنه من الزيوت النباتية الصالحة للأكل بدون معاملات كيميائية، ويحتوي العديد من الفيتامينات الضرورية للجسم، ناهيك عن أهميته في الكثير من الأمراض حيث يستعمل علاجاً للمصابين بالحمضيات المرارية والكبدية والإمساك وذلك بتناول ملعقة منه قبل الطعام، كما يستعمل في دهن الحروق وبعض الأمراض الجلدية، إلى جانب كونه يساهم في زيادة مرونة الشرايين ويقلل الشعور بالجوع ويحسن عمل الذاكرة ويمنع حدوث الأزمات.
عواطف الكعدي