الوحدة 8-7-2022
كل محاولات التدخّل (الإيجابي) لم تكن إيجابية إلا على تجّار الأزمة، وحتّى البرغل المدعوم في صالات السورية للتجارة يذهب أكثر من نصفه إلى محلات السمانة ليباع بزيادة ألفي ليرة عن سعره في صالات السورية للتجارة، والتي تتحدث عن فقدان السلعة بضعة أيام من كل أسبوع..
مشكلتنا ليست في (البرغل) فقط، وإنما هذه السلعة والتعامل معها شرح مبسّط لما يحدث في كلّ شيء..
الوقود والسماد وما ينتج من انعكاسات هاتين السلعتين يبقي أسعار كل المنتجات الزراعية أكبر من قدرة مناطق الإنتاج على تحمّل سعرها، فما بالك كلما زادت المسافة بين المنتج والمستهلك، واللذين لا يلتقيان إلا في المعاناة!
البنزين الحرّ، بنزين أوكتان 95، وعلى الرغم من أهمية توفرهما لتخفيف الضغط، وتعويض نقص البنزين المدعوم، إلا أن الأمر ليس كما يُشرح على الورق وفي التقارير.. هناك أشخاص محددون هم من يأتون على الحصّة الأكبر من هذه المادة بالاتفاق وبالترتيب مع المسؤولين عن المحطات أو مراقبيها، والعملية مربحة، فالصفيحة التي سعرها 75 ألف ليرة كبنزين حرّ، أو 80 ألف ليرة كبنزين أوكتان، تباع في السوق السوداء بـ 110-120 ألف ليرة، والمواطن العادي الذي يريد الحصول على البنزين من مصدره وبشكل رسمي سيذوق الأمرّين، ومن لا يصدّق هذا الكلام فليقصد أي محطة وقود لبيع البنزين الحرّ أو الأوكتان!
أخطبوط الفساد في كلّ مكان، ولا أحد على ما يبدو لديه الاستعداد للوقوف بوجهه خشية لسعاته، والمواطن (المعتّر) ما زال يحلم أن تكون ساعة التغذية الكهربائية كاملة ودون انقطاع في هذا الصيف الحار جداً!
غانم محمد