بين السواهي والدواهي (ضواح) ل ٢٦ عاماً خالية من المدارس

الوحدة : 8-7-2022

عندما تغفل أعيننا للحظات،و حين يسرقنا النوم نتيجة التعب والإرهاق نقول: (سهونا أو سهت أعيننا بشكل لا إرادي)، إلا إن حال السهوة المعلقة لسنوات طويلة من قبل أحد الأشخاص الذين تقع على عاتقهم مسؤوليات هامة تخص أفراد المجتمع ككل، لايمكن اعتباره سهوة أكثر من اعتباره خطأ فادحاً وتقصيراً مبهماً ليس بالسهل غفرانه. وهنا لابد من توجيه سؤالنا حول أسباب التقصير والإهمال الذي امتد لعقود من الزمن حول ضواح ومناطق ضخمة تكتظ بالسكان ضمن محافظة اللاذقية،وقد حُرم أبناؤها من توفر الخدمة التعليمية (مدارس) ضمن حيز تلك المناطق حتى اللحظة، ما اضطرهم للسير على الأقدام بحثاً عن دور ومدارس لتلقي العلم في مناطق بعيدة، تحت حدة حر الشمس صيفاً ،وصعق عواصف الشتاء وغزارة أمطاره. * الباسل والربيع ضاحيتان

خاويتان بدون مدارس ضاحيتان متواجدتان ضمن محافظة اللاذقية، وردتنا من سكانهما نداءات واستغاثات،للنظر بحال أبنائهم، فكان لنا توجه مباشر نحوهما لاستقراء الواقع واستسقاء المعلومات بشكل مفصل ودقيق على الشكل التالي: أبو الورد أحد سكان ضاحية الباسل ومن الذين يقطنون في المنطقة منذ سنوات طويلة قال:إن المنطقة خالية تماما”من المدارس، وإن أهلها يضطرون لمتابعة تعليمهم بالتوجه إلى المناطق الأخرى مثل ضاحية تشرين (بمدرستي إبراهيم محفوض و أنور قاسم) سيراً على الأقدام. م / ع أحد أهالي ضاحية الباسل كشف لنا قائلا”: ذهبت لتسجيل ابنتي في مدرسة إبراهيم محفوض وقد تم رفض تسجيلها من قبل الإدارة بسبب اكتمال العدد وعدم توفر المقاعد..مضيفاً: سأضطر لتأجيل تسجيل ابنتي في المدرسة هذا العام إلى عام آخر والسبب عدم توفر مدارس قريبة، متمنياً إيجاد حل له سواء بمساعدته بتسجيل ابنته ضمن مدرسة إبراهيم محفوض، أو بناء مدرسة ضمن ضاحيتهم الباسل ليتم وضع حلول نهائية لمعاناته، والتي هي معاناة جميع الأسر القاطنة في المنطقة. * أراض مفرزة منذ عقود تحت إطار (بناء مدرسة) تنتظر التنفيذ.. مختار ضاحية الباسل السيد باسم إسماعيل سالم وضّح لنا كاشفاً: تقع ضاحية الباسل شرق شمال حي الزقزقانية، وقد نشأ البناء في تلك المنطقة عام ١٩٩٦، إذ يبلغ عمر المنطقة ٢٦ سنة كما يقطن أكثر من ٢٥٠ عائلة ضمن المنطقة المذكورة، منوهاً لوجود أرض مقدمة من قبل الأهالي من أجل بناء مدرسة ومديرية التربية على اطلاع بذلك،و مؤكداً أنه تم تقديم طلب سابق لبناء مدرسة، كما يوجد محضر خريطة منذ عام ٢٠١٧، وقد تمت الموافقة على كتاب بناء مدرسة إلا إنه للحين لم يحدث أي تنفيذ على أرض الواقع والأسباب هي عدم توفر الاعتمادات، أما بالنسبة لمعاناة ضاحية الربيع والتي كنا قد نشرنا تحقيقاً صحفياً حولها بتاريخ ١٤/حزيران /٢٠٢٠ بما يخص الواقع الخدمي السيء ومن بينها عدم توفر مدارس تحت عنوان ( أنين ضاحية الربيع لا يحرك ساكن )، ولمتابعة الموضوع للمرة الثانية بعد تكرار نداءات من قبل عدد من الأسر التي تقطن ضمن ضاحية الربيع…التقينا السيد محمد قاجو مختار الحي المذكور و أجرينا معه لقاء استكشافياً عن المنطقة، فأفادنا قائلا”: تبعد ضاحية الربيع عن مركز المدينة حوالي ٦ كم وحوالي ٥٠٠ م عن ضاحية الباسل، ويوجد ٩٠ شقة سكنية مباعة ضمن ضاحية الربيع، أما بالنسبة للأسر المستقرة فعددها ٢٠ أسرة أو أكثر ربما، و سبب عدم استقرار بقية الأسر هو عدم توفر خدمات، وبالتحديد (مواصلات ومدارس)، كما أشار قاجو الى أن أبناء تلك الأسر يتوجهون لتلقي العلم ضمن مدارس المناطق الأخرى مثل قرية السنجوان وضاحية تشرين والزقزقانية سيراً على الأقدام،ملمحاً إلى العقار رقم ٩٢١ والذي تم تقديمه أيضاً من قبل أهالي ضاحية الربيع من أجل بناء مدرسة ومن ثم فرزه والتنازل عنه لمديرية التربية بتاريخ ٢٠٠٨،مضيفاً أنه لم يتم تنفيذ أي شيء على أرض الواقع لتاريخه. * رأي المحرر : لما كان معظم أهالي ضاحيتي الباسل والربيع يعانون من نفس المشكلة وهي عدم توفر مدارس، ولما كانت الضاحيتان بقرب بعضهما، ولما تم التنازل عن أكثر من أرض منذ سنوات بعيدة لمديرية تربية اللاذقية من قبل أهالي الضاحيتين تحت خطة هدف بناء مدرسة تخدم المنطقتين، ولما وقعت الكتب وتمت الموافقات، ولما المبررات سبقت تعطيل التنفيذ وهي (عدم توفر اعتمادات )..سؤالنا ؟؟ ألم يتم تخصيص اعتمادات جديدة من خلال دراسات سنوية لبناء مدارس بعد تلك الأعوام التي تم فيها التنازل عن العقار لمديرية التربية، أو بعد الموافقة على كتب ربما اهترأت وتنتظر إخراجها لبدء التنفيذ؟؟..وهل ستبقى الملفات والكتب الموقعة مكتومة الأنفاس ضمن خزائن مقفلة؟ رغم تفاقم المعاناة وزيادة عدد السكان في تللك المناطق!!!..ومتى يمكن إخراج تلك الملفات والكتب المنسية التي تحتوي هموم كم كبير من الأسر منذ عقود ؟؟؟ ..هذا ما سنجيب عليه قريباً من خلال المتابعة مع من يعنيه الأمر بموضوعنا الذي تربع على قائمة أولويات واهتمامات صفحات جريدتنا..للموضوع متابعة وتتمة لاحقاً.

جراح عدرة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار