الوحدة 7-7-2022
يلعب التأمين البحري دوراً مؤثراً في ضمان استمرار الملاحة البحرية، وهذا الدور دفع ومنذ زمن بعيد المشتغلين بالتجارة البحرية إلى البحث عن وسيلة أو أداة تضمن لهم الاستمرار في مباشرة تلك التجارة والمحافظة على المصالح المشتركة الناشئة عنها. وحسب الدكتور نزار طرشي : أنه ونظراً لحجم المسؤولية التي قد تترتب عن حادث واحد فقط والتي قد تتجاوز قيمة التعويض عنها ما يفوق رأسمال عدة مؤسسات مصرفية مجتمعة، ومن هنا ظهرت خطورة هكذا حوادث ومدى تأثيرها على التوازن المالي لمشغلي السفن من خلال الرجوع عليهم بالمسؤولية، ففي الوقت الذي تغرق فيه معظم مؤسسات وشركات التأمين في الروتين والمعاملات الورقية والبيروقراطية، إضافة إلى عدم قدرتها على تغطية كافة جوانب التأمين وعجزها في أغلب الأحيان عن الدفاع عن المؤمن لهم أمام المحاكم الخارجية سواء لضعف ميزانيتها أو لنقص خبرة محاميها على هذا المستوى، كلها كانت عوامل وراء تفكير ملاك السفن في حماية أنفسهم من كثرة أعباء هذه المسؤولية وتفكيرهم في البحث عن بديل لحماية مصالحهم وضمان استمرار نشاطهم وتغطية كافة جوانب المخاطر التي تعترض رحلاتهم البحرية، فكانت فكرة النوادي البحرية أو مايسمى بنوادي الحماية والتأمين.
يُعرّف الدكتور نزار طرشي نوادي الحماية والتأمين : بأنها جمعيات متخصصة تمارس أنشطة تأمينية في تغطية المسؤولية عن الأخطار البحرية المحددة بدون أن تهدف إلى تحقيق ربح، وتكون قائمة على أساس التعاون بين أعضائها في تحمل تبعة المسؤولية في مقابل اشتراكات يتحملها هؤلاء الأعضاء.
ويضيف الدكتور طرشي: من خلال هذا التعريف يمكننا أن نستخلص أهم الخصائص المميزة لهذه النوادي والتي تتجلى فيمايلي: يعد التأمين لديها تأميناً تعاونياً ( أي أن كل عضو يكون مؤمناً ومؤمناً له في وقت واحد) وتقوم العضوية على أساس الاعتبارات الشخصية بين أعضائها، لا تهدف نوادي الحماية والتأمين إلى تحقيق الربح، كما ليس لنوادي الحماية والتأمين رأسمال عند التأسيس حيث يتكون رأسمال النادي من اشتراكات الأعضاء، وتتميز هذه النوادي بديمقراطية الملكية والإدارة وقابلية الاشتراكات في النادي للتغير سواء بالزيادة أو النقصان تبعاً لعدة عوامل يأتي في مقدمتها المسؤولية التضامنية بين الأعضاء في تحمل ما قد يتعرض له أي منهم من مسؤوليات مدنية ( التضامن هنا يقتصر على دفع الاشتراكات ولا يشمل ديون النادي في أموال الخاصة) إضافة إلى التعاون والاعتبارات الشخصية بين الأعضاء حيث يقوم كل عضو بتقديم شهادة عن الحوادث التي تعرضت لها السفينة خلال السنوات الخمس السابقة على بدء العضوية وقد كانت هذه النوادي معروفة باسم هيئات الصداقة، هذا وتعد نوادي الحماية ذات طبيعة دولية حيث تضم أعضاء من جنسيات مختلفة وهناك تغطية غير محدودة لما يتعرض له العضو من مسؤوليات مهما كان التعويض، ويوجد لدى نوادي الحماية مرونة كافية لتغطية المسؤوليات المتنوعة التي تواجه الأعضاء كما تتمتع نوادي الحماية بذاتيتها المستقلة عن الأعضاء حيث أنها تخضع في نشأتها وتسجيلها لقانون الشركات.
هلال لالا