الوحدة : 6-7-2022
حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية يجمع متناقضات جمة، هو يمتد على منطقة شاطئية رائعة ولكنه يعج بالمخالفات والقمامة والتجاوزات من مختلف أنواعها، ولعل السمة الأبرز لوصف واقع هذا الحي وجواره إهمال الجهات المعنية للحجر والبشر هناك والدليل ذلك التباين أن الحيز الجغرافي الذي يشغله مخيم اللاجئين الفلسطينيين والذي يشرف ويتابع خدماته منظمة غوث اللاجئين يبدو مختلفاً في كل شيء، لا مخالفات بناء ولا أكوام قمامة. سعيد أبو حامد، أحد قاطني المخيم والمدير السابق للمخيم، أكد على توفر جميع الخدمات في المخيم من مياه وكهرباء وهاتف ومدارس ونقاط طبية، وعند سؤالنا عن واقع النظافة أكد أنه جيد، والسبب وجود عشرة عمال تم تعيينهم من قبل منظمة غوث للوقوف على نظافة المخيم. في حين اشتكى الأهالي تراكم القمامة في الحاويات والشوارع خارج المخيم وانتشار الحشرات والقوارض في مختلف شوارع الحي، إذاً العلة، في تقصير بلدية اللاذقية التي تتأخر بترحيل القمامة على الحي الملاصق والمعروف بالرمل الجنوبي وليس بسبب الأهالي، كما تدعي مديرية النظافة، وهنا لابد من الإشارة أننا حاولنا التواصل مع مدير النظافة أكثر من مرة ولم نوفق إلى ذلك، وهذه الجزئية وحدها تدعو للاستغراب قد يكون ثمة أعذار مالية أو فنية لبلدية اللاذقية في تأخرها بترحيل القمامة أو حتى الاهتمام بواقع النظافة عموماً وليس في حي الرمل الجنوبي الذي تنبعث منه روائح بقايا الخضار المتعفنة و وروائح الأسماك التي تعرض وتباع على الأرصفة أو من ساحة السمك المجاورة للحي والتي تنغص عيش قاطني حي مسبح الشعب وحي الرمل الجنوبي والنقطة الأهم قلة عدد عمال النظافة، والدليل أن العمال العشرة المتواجدين في حي المخيم بدت نتائج عملهم واضحة للعيان ناهيك عن رضا الأهالي. ففي الشارع الممتد من ساحة السمك في مسبح الشعب إلى المستوصف يوجد سبع مكبات عشوائية، ولا يوجد فيهم سوى ثلاث حاويات للقمامة، علماً أن النفايات التي تأتي من ساحة السمك كثيرة وبمجرد بقائها لأكثر من ساعتين تصدر روائح كريهة جداً لأنها تحتوي على بقايا الأسماك و بسبب إهمال البلدية تبقى لأكثر من خمسة أيام ،يذكر أنها ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها حول هذا الحي وقد أخبرتنا مديرية النظافة في العام الماضي أن آليات البلدية تقوم بترحيل القمامة يومياً من حي الرمل الجنوبي، وتعذروا بمشكلة الرمي العشوائي وعدم التزام الأهالي بمواعيد رمي القمامة، إضافة إلى عدم وضع كيس القمامة داخل الحاوية. و استكمالاً للواقع المذري في الحي تجد كافة المهن منتشرة في الحي وأغلبهم دون ترخيص، فالحي كله عبارة عن منطقة مخالفات ويبدو أنها ليس فقط مخالفات بناء أو مخالفات إنشائية وفنية، وإنما مخالفات من مختلف الأنواع بعض أصحاب المهن ممن صدر قرار بنقلهم إلى المنطقة الصناعية تراهم في الرمل الجنوبي بالإضافة إلى منشأت غذائية ومحال تجارية بعيدة عن الشروط الصحية المطلوبة . هكذا نجد أن أهالي الحي يعانون على مختلف الأصعدة من سوء الخدمات : النقل والمواصلات، وشبكات الاتصالات، ومياه الشرب، وغيرها من خدمات ضرورية، كما يفتقر للتنظيم العمراني، علماً أن المنطقة قد وعدت بالعديد من المشاريع الخدمية كونها منطقة شعبية ذات كثافة سكانية عالية. كما تم الحديث أكثر من مرة عن مشاريع سياحية استثمارية كان من شأنها الارتقاء بواقع الحي ومحيطه. وبالانتقال إلى واقع النقل والمواصلات الذي تعاني منه أغلب الأحياء والقرى بسبب عدم كفاية المحروقات يعاني أهالي حي الرمل الجنوبي من قلة عدد السرافيس العاملة على الخط وهروب بعضها من العمل، واللافت وجود سيارات تكسي تعمل على نقل الأهالي بالراكب وليس بالطلب وأجرة كل راكب ألف ليرة سورية وهذا يسبب ضغطاً مادياً على الأهالي المرهقين بالأساس كون أغلب قاطني الحي من الطبقة الفقيرة ،وبالمقارنة مع وضع المخيم علمنا من عدد من الأهالي أنهم لا يعانون من هذه المشكلة وحسب ما أوضحوا فإن سرفيس الطابيات بات من فترة يصل إلى المخيم وهذا الأمر خفف عنهم معاناة النقل إضافة إلى وجود باص نقل داخلي يخدم منطقة المخيم.
هلال لالا