وقال البحـــــر… ماذا يخبـّئ الجولان في صمته؟

العـــــدد 9323

الأحـــــــــــد31 آذار 2019

 

 

كل ما صدر ويصدر عن الأنظمة العربية حول قرار ترامب بشأن الجولان عبارات هزيلة ككلمات (عاهرة) تريد أن تقنع من حولها بطهارة ثوبها وروحها وهي غارقة في العهر . . هذا هو حال الأنظمة العربية، وتجد نفسها أكثر خنوعاً وتستعد لتمرير صفقة القرن حول فلسطين إرضاء للرئيس الأمريكي الذي قال بصريح العبارة (لولا أمريكا ستسقط أنظمتكم في أسبوع).
كلام ترامب هو الحقيقة، وتلك الأنظمة تعرف هذه الحقيقة، من أجل ذلك تدفع المليارات لأمريكا لدرء عواقب هذه الحقيقة.
ما الفائدة من تمنياتنا على تلك الأنظمة أن يكون لها موقف من قرار ترامب؟
لا أحد يتوقع من هذه الأنظمة التي فقدت كرامتها وحسها العروبي والإسلامي أن يكون لها موقف من ترامب ومن أمريكا بشأن الجولان، والقضية الفلسطينية وحروب الدم في بلدان العرب.
في الثقافة العربية والإسلامية (القدس) وتحديداً (الأقصى) أولى القبلتين وثالث الحرمين قداسة لا يجوز المساس بها ودونها الدم والروح والمال . .
السؤال: ماذا فعلت تلك الأنظمة قبل قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني، وماذا فعلت بعد قرار ترامب؟
القادم في المشروع الأمريكي (ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني) كما أشار سفير أمريكا لدى الاحتلال.
تلك الأنظمة العربية لن تفعل في موضوع القدس وغزة وفلسطين كلها وفي قضية الجولان إلا ما تسمح به أمريكا.
هذه حقيقة.. ربما المسموح لها إصدار بعض العبارات التي تندد بما يجري،
وأمريكا تعرف أن تلك التصريحات ليست أكثر من تحصيل حاصل أمام شعوبها، أليست السعودية وأنظمة النفط كما تقدّم نفسها (زعيمة الأمة العربية وزعيمة الإسلام) وباسم هذا التفويض الغربي الأمريكي الصهيوني على مدى عقود حاربت المد العروبي والقومي وتحت عنوان محاربة الإلحاد؟
أليست اليوم من يذبح بمالها ونفوذها وفتاواها وخطابها الطائفي الشعب السوري واليمني والعراقي والليبي؟
أليست من يدعم حصار غزة، وتفكيك القوى الفلسطينية، ومن يشعل نار التحارب الإسلامي؟
أليست من تطبّع مع العدو الصهيوني لتغيير مسارات الصراع مع الصهيونية تحت عنوان التصدي للمشروع الإيراني.
إن قرار ترامب، ومواقف الأنظمة النفطية من الحرب على سورية لتفكيك الدولة السورية وإجهاض مقدرات صمودها العسكري والاقتصادي والاجتماعي هو كما ورد في بيان الخارجية السورية (اعتداء صارخ على سيادة ووحدة الجمهورية العربية السورية).
الجولان كان سورياً وسيظل سورياً بشعبه ومائه وترابه وهوائه . .
الجولان، ومهما طال زمن الاحتلال سيعود إلى السيادة السورية، التاريخ يقول ذلك، وشعب الجولان يقول ذلك، والبندقية السورية تقول (الجولان عائد).

سليم عبود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار