الوحدة 2-7-2022
منذ مدة .. لم نتزين لمطر شفيف يطل برأسه من النافذة.. لم ننتظر قصيدة خضراء ترش العطر على قمصانها وتشاكس رائحة الطين في الحقول البعيدة !! تسألنا أقلامنا ..من أين نأتي بوردة حب ونحن في الربع الخالي من صحراء العمر !! ثمة أشياء كثيرة تدعوك للكتابة ..حتى لو كانت تلك التفاصيل الصغيرة أشبه بطعنة في الخاصرة .. ماذا عن سباقك اليومي مع حافلات النقل بعد عناء دوام طويل ..وكأنك أنت الذي تقلها بدلاً من أن تقلك إلى منزلك !! ماذا عن أسعار متناقضة لسلع يومية تصيبك بالخيبة لتشعر أنك أنت السلعة بدلاً منها !! ماذا عن بحر فقد شواطئه ، وأرصفة فقدت عذريتها .. ماذا عن أحلام كنا نتلذذ بقطافها ككرز شهي فوق شفاه الأيام فتحولت إلى يباس لا أكثر !! هل نحتاج إلى أعمار إضافية لنعي أن الكلام الذي ينفلت منه الصمت قد ينكسر ..وأننا لا نجيد الاحتفال بأحبتنا وأوقاتنا الدافئة إلا بعد فوات الأوان .. ماذا عن ورود بقيت في القلب ..وأبت أن تتخلى عن كبريائها ..وبساق مكسورة تراقص العاصفة !!
منى كامل الأطرش