وقال البحــــــر…من أين نبدأ؟

العدد: 9322 
28-3-2019

 

يقال لنا تنحتون الحجر بعباءة الحلم المكسوة بطريق أعياه التعب وكثرت فيه الحفر كما الأشواك . نقول لهم: نرسمه بكل ما أوتينا من قيم و قناعات راسخة لا تحيد. «فلكل منا شمسان شمس واحدة في السماء والثانية في داخله فإن غربت شمس السماء أضاءت شمس روحه». كانت و ما زالت القناعات هي من تخلق التصورات بكل تفاصيلها، تمنحنا أقرب الخيارات التي تختصر علينا كثيراً من الصعاب و العوائق، ترشدنا إلى صواب السبيل. ربما كان لزاماً علينا امتلاك حقيقة الطريق و تعبيده بكل ما هو جميل وتحديد البوصلة الحقيقية للعمل بعيداً عن كل ما يعكر صفو الحلم، معرفة من نحن ؟ وماذا نريد ؟ وما الإمكانات الحقيقية التي نمتلكها؟، فكم من قول شابه قلة الحيلة وكثرة الكلام؟ ننادي بالتسامح ولا ندري أن في داخل كل منا جملة من المتناقضات. هل نكون بذلك قد منحنا دواخلنا و الآخرين منحى الصفاء؟ لا أرى أننا يمكن أن نعبر الطريق بشكل حتمي إلا بمقدار ما نحمل من الحكمة في كل ما يختلج في صدورنا، في كل ما نهب الآخرين من انطباعات تجمع حولنا الجميع إذا ما كللتها المحبة النابعة من روح متصالحة مع نفسها قبل سواها، لأن الإنسان بطبعه يعشق منطق اللطف و اللين، يجذبه بعفوية متناهية عطر الابتسامة كما رتم الكلمة الطيبة ما أحوجنا في زمن مثقل بالوجع والتعب إلى محبة صافية، مزدانة برغبة جامحة بالإصرار على الاستمرار في عمل شاق محفوف بصعاب جمة. فكما تكون البدايات كعادتها صعبة، تأتي اليقينيات في جوف روح عابقة بالحب لتذلل كل ما هو عصي أمامنا.. فقط لأننا نؤمن بالغد سنختصر الطريق و لابدّ أن نصل..

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار