الوحدة:26-6-2022
تختبئُ الحقيقةُ في سراديبِ النسيانِ ، وبينَ صلواتِ الصمتِ، وفي أقبيةِ الخوفِ ، تعلنُ رحيلها المفاجئُ ، والمؤلمُ والمحزنُ ، لامكانَ لها ، لادورَ لها .
اصبحت شماعةً تعلقُ عليها صفاتُ البجاحةِ، والإخلالِ بالأنظمةِ الرتيبةِ المملة ذات الأقنعة المتغيرة حسب سوق البيعِ ، وتبادلِ المصالح . أما الكذبُ يحتلُ مكاناً بارزاً ويرفعُ شعارَ المقامرةِ بالبساطةِ والإذعانُ للأنانيةِ ، جامعاً حوله أشباههُ من النفاق وشيطنةِ الأمورِ، بحسبِ نوازعهِ ، وقلبِ الحقائقِ ومحاربةِ الصدقِ .
حربٌ طويلةٌ بأسلحةٍ قويةٍ ،يعتقدُ الكذبُ امتلاكها ، وأسلحةٌ فعالةٌ على المدى البعيد تملكها الحقيقةُ، ويتبارزُ الندان في كلِ العصورِ والدهورِ ، وإن كانَ في عصورٍ قد سبقَ الكذبُ الحقيقة ، ولكن الحقيقةَ بقيت شامخةٌ واثقةٌ ، والمدُ والجزرُ بينهما يتسابقُ كما في شطآنِ المحيطاتِ العميقةِ ، وتنقسمُ الآراءُ بينهما ، ليقفَ البعضُ مع طرفٍ والبعض الآخرُ مع الطرفِ الثاني، وفي الحياد وعلى الجانب الرمادي وقفَ كثرٌ ، متفرجٌ ، متأهبٌ ، ليقفَ مع الطرفِ المنتصر .
وتتمازجُ الحقائقُ مشكلة تفاعلات مجتزأَةُ الكيانِ ، مريبةُ الحضور
ولكن الحقيقةَ تعلنُ ثباتها ، وصدى وجودها يترددُ بقوةٍ في الأفئدةِ والضمائرِ
تيماء عزيز نصار