الوحدة 18-6-2022
نرنو بأعيننا، يمنة ويسرة، فنرى مشاهد غير مألوفة لا على أبصارنا ولا حتى على أفئدتنا، موبايلات بالملايين وبيوت بمئاتها !!! وكأنّ إيراد أرقام، مثل 600 مليون أو 400 أو 300 مليون، كثمن لبيت في اللاذقية/ اللاذقية… وليس دمشق العاصمة/، أصبح من المسلَّمات في أحاديثنا اليومية المتداولة، فهناك من يدفع مثل هذه المبالغ وأكثر لشراء بيت أو محل!!! ولا نذهب بعيداً عن (مهابة الرقم) في حالات إيجارات البيوت والتي، للأسف، صارت بمئات الآلاف!! كذلك أصبح ثمن موبايل بحدود ال 8 مليون وربما أكثر وجمركته ب 800 ألف، أو تبديل شاشة موبايل ب 400 ألف هي الأخرى صارتْ مجرد أرقام عادية، تعوّدنا على سماعها، بل ودفعها حتى ولو بالاستدانة!!! هل أصبح من السهولة أو البساطة تأمين مئات الملايين لشراء بيت، أوجمع كذا مليون لشراء موبايل أو لابتوب، أو حتى تأمين أو توفير ولو 100 ألف في هذا الزمن، وفي ظل دخل متواضع جداً !!! والشيء بالشيء يُذكر، أو يُربط: فكون أننا أصبحنا، شئنا أمْ أبينا، من المنتسبين إلى عالم التكنولوجيات، التي طغتْ على حياة وتفكير وعقول الناس، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وبين قوسين لأخذ العلم، أنه يوجد عندنا في سورية أكثر من 16 مليون مشترك على الشبكتين، ومن المتوقع أن تستوعب الشبكة الثالثة القادمة حوالي المليون ونصف المليون، كما صرّح المشغِّلون، فهذا يتطلّب بأسوأ أو أحسن الحالات شبكة (شغّالة) من شبكات ال 220 فولت، وأقصد الكهرباء، بجلالة قدرها، وبشكل أدقّ الضرورات الملحة لشحن الأجهزة، لنواكب العصر بكل رفاهية، بعيداً عن شيء اسمه اقتصاد وعجلة اقتصاد، والتي، أي العجلة، بلا كهرباء ( تتكربج أو هي تكربجتْ) مسنناتُها. فماذا تعمل الساعة، والنصف ساعة، وأخيراً الربع ساعة، في استراتيجية الشحن أو تدوير عجلة الاقتصاد؟؟ ثم إنّ مسألة العدالة في التقنين، كما يُنقل لنا فيها (إنّ) و(حيثما) و (لذا ).. فهناك مناطق وأحياء في محافظتنا وفي غيرها من المحافظات الأخرى، ينعم أهلوها بساعات أطول من الوصل (سواء بحجة مُقنِعَة أو مُقَنّعَة) ، فيما أهالي مناطق وأحياء من جماعة (البطة السوداء) ، ينعمون بفترات (قطع) أعظم؟؟!! يُقال: حتى الظلم إذا تمّ توزيعه بالعدل فهو رحمة. نقطة. من أول السطر.
رنا رئيف عمران