الوحدة : 16-6-2022
هل بدأت حقولنا تنتج ما يمكن أن يعوّض القليل من التعب الذي يكابده الفلاح، ويتناسب مع الوقت والجهد المهدور في سبيل الخروج بأقلّ الخسائر لعائلات تعيش على مقدرات ما تنتجه حيازاتها الزراعية؟ سيما وأن أغلب المواسم تتعرّض للكثير من التقلّبات المناخية، مع ظروف أخرى تُعدّ عائقاً حقيقياً لخروج إنتاج يُرضي الفلاح والمستهلك بآنٍ معاً.
لقد ظهرت في السنوات الأخيرة عدة محاصيل حقلية شبه استراتيجية يمكن مع مرور الزمن فهم طبيعة حياتها وبالتالي استنباط سُلالات مطورة منها تؤدي إلى تحسينها كمّاً ونوعاً، والانتقال بها إلى مراحل أكثر فاعلية وانتشاراً، واستنباط أسواق لتصريف هذه المحاصيل بعيداً عن التدخلات وسماسرة التجّار، ومن هذه الزراعات: البطاطا الحلوة والزراعات الباكورية المتعدّدة ذائعة السيط والتي تعطي إنتاجاً مبكراً ضمن محميات وبيوت بلاستيكية، لكن ظهور زراعة التبغ في الآونة الأخيرة والتعطّش الكبير لعودة تلك الزراعة ذات المردود المادي الجيّد، (البديل القوي المرغوب)، أعاد لها قيمة إضافية، ونهضة للمزارعين بعد مقاطعة طويلة نتيجة سياسات قديمة منعت انتشارها إضافة لقوانين صارمة لاحقت مزارعيها،
لكن الآن ونتيجة التطوّر الاقتصادي الشامل وانفتاح الأسواق على جميع القطاعات الإنتاجية الزراعية، ساهم بشكل إيجابي بالعودة إلى ممارسة هذا النوع من الزراعات على نطاق واسع، فقد أصبح المزارع يستغلّ كل شبر من حيازاته وأخذت ألوانها الخضراء تُزيّن جميع الحقول السهلية والمدرجات الجبلية، فتمّ إنشاء دوائر مختصّة تُعنى بها تقدّم المشورة والمساعدة، ومعامل عملاقة وخطوط حديثة تُنتج الكثير من أنواع التبوغ صُنفت بأجودها على مستوى العالم، ومن أجل مراعاة ظروف زراعتها، واستمرارية هذا النوع من الاقتصاد المحلّي المهم، أوصت اللجنة الاقتصادية الموافقة على الأسعار المقترحة من وزارة الصناعة/ المؤسسة العامة للتبغ لشراء محصول التبغ من المزارعين لصالح المؤسسة لموسم ٢٠٢٢ – ٢٠٢٣ وفقاً لما يلي :
تنباك – ٥٠٠٠ ليرة/كغ، برلي – ٤٨٠٠ ليرة/كغ، فرجينيا – ٥٥٠٠ ليرة/كغ، بصما – ٧٥٠٠ ليرة /كغ، بريليب – ٦٥٠٠ ليرة/كغ، شك البنت – ٦٥٠٠ ليرة /كغ، كاتريني – ٦٥٠٠ ليرة/كغ، وتأتي زيادة سعر شراء محاصيل التبغ والتنباك للموسم الحالي بما يتناسب مع التغيرات في أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي ونسب المردود لكل صنف في الدونم، وتقديراً لجهود المزارعين وتشجيعهم على الاستمرار بزراعة هذا المحصول والتركيز على زراعة بعض الأصناف، علماً أن الأسعار المقترحة لن تؤثر على سعر مبيع التبوغ والسجائر لهذا العام.
سليمان حسين