الوحدة: 13-6-2022
يقول الجاحظ : ” إن المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجميّ والعربيّ، البدويّ والقرويّ، وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخيّر اللفظ “.
نعاني في عملنا اليوميّ، ونحن المشتغلين في الشؤون الثقافية من ازدياد تصاعديّ في أعداد من يسمّون أنفسهم شعراء، معتقدين أنّ كلّ من صفّ كلماتٍ بجانب بعضها البعض، غدا شاعراً، (فليس كل من صفّ الصواني صار حلواني)، وليس كلّ من مسك القلم ورسم بعض السطور أضحى شاعراً.
فللشعر أصوله، وللأدب قواعده.
يعرضون علينا نصوصهم الأدبّية، ودواوينهم التي اعتقدوا أنها شعرية، نتفكّر في تفاصيلها، تستوقفنا أخطاءهم الشعرية والنحوية،تدهشنا نرجسيتهم مسوقين نتاجهم الشعريّ في سوق الجمهور الجاهل، ظانين أنفسهم أنهم نالوا الحظوة والمكانة الاجتماعية لجمهور يغلبه الجهل والنفاق مجبرين من حولهم بالاعتراف بهم.
نسألهم عن أخطائهم إن كنا أخطأنا في حقهم، لتكون الإجابة : إنه شعر حديث، وأنا لست خريج لغة عربية.
وهل الشعر الحديث وُجد دون قواعد تضبطه؟ أيها الشاعر المتثاقف علّك لم تدرِ، ولن تدري أن الشعر الحديث هو الشعر العربي الذي كُتب في العصر الحديث، ووصفه بالحديث يُقصد به الإطار الزمني الذي تتميز فيه معالم الحياة عن الأزمنة السابقة.
لسنا بصدد النّقد، وإنما غيرتنا على شعرنا ولغتنا دفعتنا لكتابة هذه السطور.
نور محمّد حاتم