الوحدة: 6-6-2022
يعاني حي البصة بمدينة اللاذقية، من مرارة الأمرين، جراء تفاقم حدة مشكلة سكانه الدائمة ، والناتجة عن التأخر بترحيل محتويات حوايا القمامة، التي تتضاعف منعكساتها السلبية مع قدوم فصل الصيف، لما يترافق معه من انتشار كثيف لأسراب الذباب و البعوض، وسواها من الحشرات الطائرة الأخرى، التي تؤرقهم ليل نهار إلى حد لايطاق، حيث تكثر أسرابها المداهمة لمنازلهم، وتقض مضاجعهم إلى حد أنها تحرمهم من الخلود للراحة أو النوم، حتى لفترة ساعات متأخرة من الليل، وذلك نتيجة طبيعية لتأخر مديرية النظافة بترحيل وتفريغ حوايا القمامة من مخلفاتها المتراكمة المترعة فيها لعدة أيام أسبوعياً، وقد تطول المدة إلى نحو العشرين يوماً غالباً، مايزيد من مضاعفة انتشار الحشرات بأنواعها المختلفة، لما تشكله من بؤرة تلوث بيئي وصحي في آن معاً، ولأنها تصبح مرتعاً خصباً لتكاثر الحشرات والجراثيم والقوارض، التي تنشأ عنها الأمراض الخطيرة التي تنتقل عدواها السريعة، لتطال أضرارها الإنسان والحيوان والبيئة.. عدا عما تخلفه من روائح كريهة ومقززة ومنفرة.. منتشرة في كل الأجواء القريبة منها! ولهذا، توقفنا عند أسباب التأخر الطويل نسبياً، وغير المنتظم دورياً بترحيل بقايا النفايات من الحوايا، ووصولاً إلى حلول ناجعة لهذه المشكلة المتفاقمة غير المقبولة بأي حال، والتي تشكل كابوساً جاثماً على صدورهم، يشغل بالهم، ويقلق راحتهم، ويسمم أبدانهم.
* تأخر طويل جداً
أكد السيد مالك عثمان – مختار حي البصة أن هناك تأخيراً طويلاً في تفريغ حوايا القمامة، والترحيل اللا دوري لنفاياتها الموجودة فيها، وفي معظم الأحيان يصل التأخير إلى حوالي العشرين يوماً، لكي تأتي السيارة الضاغطة المخصصة لهذه الغاية.
وهذا، مايعكس صورة سلبية غير مقبولة عن إهمال الحي، مهما كانت الأسباب، لأن الفترة المثالية للترحيل الدوري، هي كل يومين إلى ثلاثة أيام على أقصى حد، كون الوضع لايحتمل أكثر من ذلك ،لأننا على أبواب فصل الصيف، والذي يترافق مع قدومه انتشار الروائح الكريهة للنفايات،عدا عن أفواج الذباب والبعوض، وتهافت بعض الكلاب الشاردة،والقطط، والقوارض المختلفة، ناهيك عن تسابق النباشين لمخلفات حواياها المتراكمة، ولاسيما بعد نقل المكب المجاور سابقاً إلى منطقة أخرى بعيدة بموقعه الجديد في قاسية، منوهاً بأنه لابد من تخصيص سيارة ضاغطة خاصة بمركز خدمات البصة بسبب اتساع رقعة مساحة هذا الحي ، وكثافة أعداد سكانه القاطنين فيه، الذين يزيد عددهم عن ٣٥ألف نسمة، مضيفاً إلى أن الحي لايلقى الاهتمام المطلوب، كونه يستحق أكثر من ذلك.
* نداءات ومطالبات متكررة
وهناك العديد من النداءات والمطالبات المتكررة لمديرية النظافة لتخليص سكان الحي من أعباء معاناتهم المريرة، جراء المظهر اللاحضاري المتمثل بتكديس أكوام قمامة متراكمة، تعلوها مخلفات فوق مخلفات النفايات.
ونشير في هذا الصدد، إلى أن (الوحدة) كانت قد رصدت ميدانياً منعكسات معاناة أهالي الحي على مختلف الصعد عموماً، وعلى مظاهر هذا الواقع بالذات خصوصاً أكثر من مرة.
* مركز الخدمات.. دوره وحاجاته
بدوره، م. لؤي حمود – رئيس مركز خدمات البصة، أفاد ل( الوحدة) مبيناً دور المركز في الحرص على مسألة نظافة الحي بكل شوارعه، وأسباب تأخر تفريغ الحوايا وترحيل نفاياتها عن المنطقة، فقال : يبلغ عدد حوايا القمامة في حي البصة ٤٠حاوية ، و عندما تأتي السيارة الضاغطة التابعة لمديرية النظافة في مجلس مدينة اللاذقية، يتم تفريغ الحوايا من ٨ إلى١٠ حوايا بحسب حجم استطاعة السيارة، ويتم الترحيل بدايةً من الشارع الرئيسي في حارة (العمارة)، وذلك لكثرة الكثافة السكانية فيها، مايؤدي لسرعة امتلاء حواياها، ولايتبقى مجال للترحيل لباقي المناطق في الحي نفسه، ما يضطرنا لتأجيل عملية ترحيل الباقي ليومين أو ثلاثة أو أكثر .. تبعاً لإرسال مديرية النظافة لواحدة من السيارات الضاغطة مرة أخرى، ولكن الأمر مرهون أحياناً بتوافر مادة المازوت للسيارات الضاغطة.
علماً، أننا بحاجة إلى نقلتين للسيارة الضاغطة كل مرة على الأقل، حتى نستطيع تغطية تفريغ جميع الحوايا دون أي تأخير.. مشيراً إلى أنه يوجد ٦عمال نظافة لدى المركز، ويعملون بطاقتهم القصوى.
وقد طالبنا بزيادة رفد المركز بعمال للنظافة، ولكن ذلك متعذر إذا لم يكن العمال مقيمين في حي البصة، لأنه عملية التنقل ليست سهلة يومياً من اللاذقية، أو مناطقها إلى البصة.
لافتاً إلى أنه يوجد جراران يعملان يومياً، ويعمل عمال النظافة معهما على ترحيل القمامة من الشوارع، التي لاتوجد فيها حوايا، وكذلك التخفيض من القمامة في الحوايا ما أمكن ذلك، إضافة إلى إزالة القمامة المترامية على الأرض بجانبها ، والتي تعود خلال مدة وجيزة إلى التراكم من جديد بنسبة أكبر مما كانت عليه، نظراً للكثافة السكانية القاطنة في هذا الحي.
* وعود بالمعالجة وتخصيص سيارة ضاغطة للترحيل الدوري
ومن جانبه أوضح م. عمار القصيري – مدير النظافة في مجلس مدينة اللاذقية، أنه يوجد جراران مفرزان إلى مركز خدمات البصة، يعملان على ترحيل القمامة بشكل دائم في الحي المذكور، إضافة إلى أنه يتم تسيير سيارة ضاغطة لتفريغ حوايا القمامة المتوزعة في أرجاء الحي كافة بشكل دوري، ولكن نتيجة نقص الإمكانيات وكثرة أعطال الآليات يحصل هناك بعض التأخير في عملية تفريغ الحوايا.
ولهذا، سيتم اعتباراً من الشهر الحالي، تخصيص سيارة ضاغطة للعمل في حي البصة بشكل دوري يومياً دون تأخير.
* رش دوري بالمبيدات
من جانب آخر ، أشار م. قصيري إلى أنه خلال شهر أيار الماضي تم القيام بحملة رش مبيدات ضبابية في حي البصة، وسيتم الرش بشكل دوري، وفقاً لبرنامج مستمر بالمكافحة.
منوهاً بأن أعمال حملة المكافحة الجديدة، ستنطلق في الأيام الأولى لهذا الأسبوع حتماً، وعند وجود أية شكوى من الأخوة المواطنين متعلقة بهذا الموضوع، يمكنهم الاتصال بشعبة المكافحة على رقم الهاتف (٢٢٤٢٥٤٨).
* تعقيب المحرر
ويبقى السؤال المختصر، الذي يطرح نفسه، هل حقاً تستجيب مديرية النظافة للنداءات والمطالبات الآنفة الذكر على النحو المطلوب بشكل فعلي، و على أرض الواقع، وليس بمجرد الكلام فقط.؟!
نأمل أن تأتي الاستجابة سريعاً إلى الحلول المجدية، التي وعدتنا بالإيفاء بها مؤخراً الجهة المعنية، عبر حلول جذرية دائمة لمجمل المشكلات المتفاقمة، والتي أشرنا إليها في هذا الحي ، لأن جميعها غير محتملة أكثر من ذلك.
الحسن سلطانة